بعين قناص ماهر استطاعت قناة (dmc ان تضم الفنانة انوشكا ) لتقدم برنامجا فيها، وهي مكسب كبير لأي قناة، حيث ينطبق عليها كل مواصفات مقدمة برامج المنوعات التي لا تقتصر علي الحوارات والحكايات والقفشات او الغناء فقط، بل هي الوحيدة هذه الايام التي تستطيع ان تغني وتمثل وترقص واخيرا من خلال الصالون اثبتت انها محاورة بارعة وهي صفات لم تتوافر في اي من مقدمات هذا النوع من البرامج، فكل البرامج التي قدمت من قبل قام بها اما مغنيات فقط مثل شيرين واصالة او ممثلات فقط مثل غادة عادل او مقدمات برامج مثل مني الشاذلي.
وبالرغم من ان البرنامج لا يزال جديدا حتي الآن الا انه يعتبر برنامجا حواريا ناجحا ولطيفا يتخلله بعض الاغاني وقد استطاعت انوشكا ان تقوم بهذه المهمة بجدارة وحرفية فكان حضورها وطلتها علي الشاشة جميلا ومفرحا وكانت محاورة لطيفة ومستمعة مؤدبة تحترم ضيوفها وطبعا ساعدها في ذلك اطار البرنامج الرائع الذي وضعها فيه الاعداد الذكي الذي اختار ضيوفا مختلفين فأعطي ذلك للبرنامج تنوعا لطيفا وابعده عن الملل والتكرار والاخراج الفني الغني بكل مفرداته وان كان الديكور الجميل الذي ابدعه محمد فرماوي اعطي للبرنامج روحا بديعة من الاناقة والشياكة.
وحينما غنت في نهاية حلقة الاسبوع الماضي اغنية (انا لك علي طول) لعبد الحليم حافظ كانت نهاية رائعة ومبهرة قدمت فيها انوشكا عبد الحليم بطريقتها واسلوبها الخاص، فالغناء لعبد الحليم مخاطرة لأي مطرب فهو كتلة من المشاعر من الصعب الاقتراب منها ولكن انوشكا فعلتها ونجحت نجاحا مذهلا.
وبالرغم من اعجابي بالبرنامج وبالشكل منذ الافتتاحية الفخمة صورة وموسيقي وكذلك الاطار الذي قدم به الا انني اعتقد ان انوشكا هي المقدمة الوحيدة في مصر الآن التي من الممكن ان تبتعد عن الشكل التقليدي لبرامج الكراسي والتي هي ارخص انواع البرامج لكي تقدم برنامج منوعات، كما يقول الكتاب حيث يمتزج فيه الرقص مع الغناء مع المحاورة وهو اغلي انواع البرامج ولكنه في نفس الوقت امتعها واكثرها مشاهدة واكثرها بقاء واستمرارا، وأغلي وأول عنصر في برامج المنوعات هم البشر، فالفنان المتعلم المتدرب هو اغلي انواع الفنانين، ومن منا ينسي نيللي وشريهان وسعاد حسني انهن فلتات نتمني ان تتكرر علي ايد انوشكا ومن معها. لقد ثبت في الفترة الاخيرة ان المشاهد المصري اصابته تخمة وتشبع من البرامج السياسية التي اغرقتنا بها المحطات قبل وبعد ٢٥ يناير لذلك تحول كثير من البرامج السياسية الي البرامج الخفيفة واصبحت تعتمد علي استضافة الفنانين المعاصرين واستضافة اولادهم واصدقائهم ثم استعراض حياة الفنانين الراحلين واستضافة ازواجهم واولادهم وغرقنا في الحكايات عن الفنانين والرياضيين واصحاب دكاكين السمين والكشري والكرشة.
ولكن الي متي ستعتمد القنوات المصرية علي هذه البرامج وستستمر دون وجود برنامج منوعات حقيقي؟؟ وهل هذا يليق بمصر وهي صاحبة اول دار للأوبرا في الشرق الاوسط.
وبالطبع هذا لا يقلل من نجاح وجمال الصالون بشكله الحالي ولكني اري انهم يستحقون تقديم ما هو اكثر لمعانا وضوءًا، لان لديهم الامكانيات والمادة الخام النادرة!!
الف مبروك احمد طه المشرف العام والمخرج المتميز اكرم فاروق ومهندس الديكور فرماوي وكل العاملين في البرنامج فهو برنامج شديد التميز، شديد الرقي كما انوشكا ومن معها.