رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

 

لولا أننى أعرف هشام الشريف جيداً وأعلم مدى شغفه وولعه بالثقافة والفنون لصدقت الافتراءات التى يرددها البعض عنه من أن هدفه من لقاء المثقفين ومحاولة تفعيل النشاط الثقافى فى الأقاليم الهدف منه أن تستحوذ وزارة التنمية المحلية على جهاز الثقافة الجماهيرية، ولأننى أعرف قدراته حينما كان مسئولاً حكومياً أو عاملاً فى المجتمع المدنى بشكل فاعل وخلاق أعلم أن لقاءه بالمثقفين هى مبادرة تدعو للتفاؤل ولا تدعو للريبة، فهو يريد التكامل وليس الاستحواذ.

 إن هشام الشريف أول وزير من خارج وزارة الثقافة يسعى للقاء المثقفين والتعاون معهم فى وضع خطة ثقافية والعمل خارج القاهرة، وهذا يعنى أن هذا الرجل ذو الأعباء الجثام التى تحملها وزارته يعرف معنى الثقافة وأهميتها فى العمل مع الناس ويعرف أيضاً أن الثقافة من أنجح الوسائل التى تحارب كل الظواهر السيئة والمرعبة فى المجتمع، وأنها أيضاً السلاح الأقوى والأمضى فى الحرب على الإرهاب  ن منذ البدايات، أى من المنابع مع الأطفال والشباب، ولأن وزارة التنمية المحلية متغلغلة فى كل أنحاء مصر فقد فكر تفكيراً علمياً وعملياً سليماً.

وأشهد أيضاً أن الرجل فى أى موقع تقلده لم يكن أبداً بعيداً عن الثقافة بل هو كان يعمل فى أكثر من مجال ثقافى خاصة ثقافة الأطفال والشباب ونشر ثقافة البرمجيات دون إعلانات أو جعجعة عن إنجازاته أو مساهماته السابقة.

 لقد كان اختيار هشام الشريف لوزارة التنمية المحلية اختياراً موفقاً، فالرجل لدية الجلد والنزاهة على هذه الوزارة الصعبة المتشعبة المهام والمنتشرة فى كل أنحاء مصر، وهى فى نفس الوقت تعانى من التباس الاختصاصات مع المحافظين واشتباكات مع الأجهزة والمؤسسات وتحتاج إلى وزير متمرس فى العمل الحكومى المصرى، ولديه الحنكة والكياسة على التعامل مع الكيانات والمؤسسات التى طالها عطب شديد. وفى نفس الوقت فالثقافة ليست بعيدة أبداً عن التنمية البشرية فهى من أهم وأنجح الوسائل للتنمية البشرية.

 وفى اختصاصات الوزارة نفسها هذه الفقرات التى تقول

- (مراقبة تنفيذ مشاريع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الوحدات الإدارية. والتنسيق مع إدارات الصناديق أو المشاريع العامة ذات الطابع الاجتماعى والخدمى والعاملة فى مجال التنمية الريفية فى كافة المسائل التى تخدم سياسات التنمية الخدمية والاجتماعية وتنمية المرأة فى المجتمعات المحلية، ووضع برامج لتوعية وتنمية المرأة وتشجيع مشاركتها فى العمل المحلى) وهى أهداف لا تتحقق إلا بالتنمية الثقافية والفنية.

لذلك فنحن نطالب الوزير هشام الشريف بإصدار مبادرة أو استحداث كيان فى وزارته تكون مهمته الأساسية تشجيع المبادرات الفردية لإقامة الكيانات الثقافية والفنية فى كل أنحاء مصر خاصة فى الأقاليم، فقد أصبحت الحكومة مكبلة بالبيروقراطية والعمل الوظيفى، وجهاز مثل الثقافة الجماهيرية نتيجة ظروف كثيرة تعرض لها أصبح غير قادر على تغطية جميع أنحاء مصر وتلبية حاجات الجماهير فى الثقافة والفن.

 والحقيقة أنه من الظلم أن يتحمل المثقفون والفنانون فى جهاز الثقافة الجماهيرية أى تبعات للفشل، فى حين أن الفشل سببه الأساسى فشل القيادات التى تقلدت هذا الجهاز دون كفاءة أو حتى دراية بطبيعة العمل فيها.

إن وجود ثقافة وفنون فى المجتمع المصرى بدأت بمبادرات فردية.

 وقد آن الأوان أن نعمل على أن تعود الثقافة والفنون عمل تطوعى أهلى، هذا بالطبع مع وجود وزارة الثقافة فبقدر إيمانى بمبادرة هشام الشريف، وبقدر إيمانى بالمبادرات الفردية التى يجب أن تشجعها وزارة التنمية المحلية ما زلت أراهن على الكيانات الكبيرة فى وزارة الثقافة أنها يوماً ما ستقوم من عثراتها بفضل أبنائها المؤمنين بدورها.