رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

ليست «كذبة تميم» على الأمير محمد بن سلمان، أول كدبة فى تاريخ تميم.. قطر نفسها كذبة كبيرة.. تميم أصلًا كذاب كبير مثل أبيه «حمد».. الفرق، هذه المرة، أن الحوار كان بين الأميرين فقط. «شُفت بعينى محدش قالى».. تكلم مع محمد بن سلمان، ثم خرجت وكالة الأنباء «الرسمية» تُحرّف مضمون الاتصال.. وهنا قررت السعودية قطع الحوار مع قطر، وتعقدت الأمور أكثر، بعدما كانت تقترب من احتمالات الحل!

والرباعية العربية، بالمناسبة، لم تكن تريد من قطر غير الالتزام والاستقامة، والعودة لحضن الأشقاء.. فلا كانت تريد تحريك القوات العسكرية ضدها، كما قال الشيخ صباح أمير الكويت، ولا كانت تريد حصارها أصلًا.. فقط كانت تريدها أن تستقيم.. وقد سبقت مصر الجميع، وحذرت من أفعال قطر، فأصدر مجلس التعاون بيانًا ضد مصر، ثم سحبوه بسرعة.. الآن اكتشفوا أن قطر «تكذب» وأميرها «يتنفس» كذبًا!

الحقيقة أن مصر لم تندهش من كذبة قطر.. ولم تستغرب من تحريف مضمون اتصال تميم بالأمير محمد بن سلمان.. مصر تعرف قطر وتحفظها عن ظهر قلب، وتعرف ردود أفعالها.. وتعرف أنها سوف تماطل.. وهناك سبب وراء عدم دهشة مصر من الكذب الممنهج.. أولها أن قطر كذبت كثيرًا على مصر.. وسخرت قناة الجزيرة ضدها، وحرضت عليها فى المحافل الدولية، وآخرها تقرير هيومان رايتس ووتش!

وكم كذبت قطر، وجزيرتها، على مصر فى كل المناسبات.. منذ عهد مبارك.. ومن قبل 30 يونيو، وبعده وقالت إنه انقلاب.. وصورت الحشود الثائرة فى الشوارع، وقالت إنها تابعة لمرسى ومؤيدة له.. وتكذب كل يوم على الرئيس السيسى.. وتمول قنوات إخوانية تسب الجيش، وتدعو إلى تفكيكه، وتقول إنه «العسكر».. وتصور الناس على أنهم فى «حالة ثورة».. وتشوه كل المشروعات التى تُنفذ لصالح الشعب!

الفرق أن الأشقاء لم يكونوا يصدقون ما يحدث من وراء الستار.. لا يرون ما تفعله قطر ضدهم فى اليمن، ولا يعرفون أن قطر تدفع داعش لقتل الجنود السعوديين والإماراتيين وتزودهم بالخرائط والخطط.. الفرق أن الأخوة فى الخليج لم يتصوروا أن يكون الجالس معهم على نفس المائدة «جاسوس» ينقل أسرارهم، ويحرض عليهم وهو يبتسم.. هذا هو الفرق.. لذلك ربما اندهشوا واستغربوا، ولكن مصر «لم تندهش»!

معلوم أن «الكذاب» لا ينكشف أمره من أول مرة.. قد يمثّل أنه لا يدرى.. وقد يقول إن موقع الوكالة تم اختراقه.. فهل تم اختراق الموقع هذه المرة؟.. الحقيقة لا.. تميم أجرى الاتصال، وهو يريد كسب الوقت وشق الصف.. «سيبك منهم وخلينا مع بعض».. لا يعرف كيف يتوب؟.. ولا يعرف كيف يتوقف عن الدسائس والغدر؟.. هذه هى المشكلة، ولذلك الأزمة مرشحة لكى تطول، ولكنها لن تصل إلى حالة حرب!

والطبع يغلب التطبع أحيانًا.. ولو أن تميم أجرى الاتصال وكان جادًا، ربما انتهت الأزمة.. ولكن مبادرته لم تكن صادقة، فكانت النتائج كارثية، وتم تعليق الحوار بكافة صوره.. ومعناه أن الحصار مستمر، ولو امتد لعامين آخرين، كما قال وزير الخارجية السعودى.. معناه جحيم فى قطر.. فعلًا الكداب بيروح النار!