رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

هو مريض قلب منذ سنوات وتاريخ حالته المرضية معروف حيث أجريت لها عدة جراحات فى القلب ، انه احد المُغتربين المصريين فى هولندا ، الذى تصيبه من وقت لآخر أزمة تحتاج لنقله للمُستشفى لمُتابعة حالته .

سافرت زوجته وأولاده لمصر لقضاء اجازة الصيف ، وبقى هو فى هولندا حرصاً منه على عدم تفاقم حالته الصحية حال ركوبه الطائرة .

أصيب بوعكة فى القلب واتصل بالمستسفى لتحديد ميعاد ، لكن لم يتم الاستجابة لطلبه ، وابلغته سكرتارية المستشفى انه لا يمكن حضوره الا بعد شهر ، ويمكنه تعاطى قرص مُسطن للألم " باراسيتامول " ، اتصل بزوجته هاتفياً يشكو لها ويعبر غضبه ، وكانت لا حول لها ولا قوة ، فقط نصحته ان يضغط على المستشفى لتحديد ميعاد سريع حيث ان حالته معروفة لديهم .

لم تمضى الا نصف ساعة واسترد الله وديعته ، مات رفيق الاغتراب ، صحيح انها كانت ساعته وان كلمة القدر الالهى هى الفصل ، أبلغ الخبر المؤلم لزوجته وأولاده ، وكانت رحلة العودة لهولندا أملاً فى ايجاد أماكن فى طائرة من القاهرة الى أمستردام ، الأمر الذى لم يتحقق الا بعد أكثر من 48 ساعة أنتظار فى ساحة مطار القاهرة ، لتعود الأسرة فى اللحظات الأخيرة قبل دفنه .

شأنها مثل بلاد أوروبية كثيرة لا يُفضل الأطباء فيها التسرُع بإعطاء المرضى أدوية المُضادات الحيوية الا عند الضرورة " وذلك بعكس كثير من الأطباء فى مصر " ، ولذلك أسباب كثيرة منها إرتفاع أسعار الأدوية الذى يُكلف شركات التأمين الصحى فى هولندا مبالغ كبيرة ، اضافة الى سياسة التقشف الإقتصادى العامة التى تتبعها مُختلف مؤسسات الدولة ، ويؤكد الأطباء ان تناول كثير من الأدوية يُهدد بضعف جهاز المناعة لدى الانسان ، وأسرع روشتة طبية تتضمن أقراص " الباراسيتامول " أكثر مُسكن يتم تعاطيه فى هولندا .

على سبيل التندر كثيراً ما يُردد الناس هُنا عبارة " هولاند باراسيتامولاند " أى ان هولندا بلد الباراسيتامول ، واضافة للتندر نجد سمة تذمر مُعظم المرضى  حالة سائدة ، لكن لا يؤدى ذلك لتغيير منظومة العلاج ، وقد ينتظر المريض لأكثر من شهر حتى يحصل على ميعاد زيارة طبيب مُتخصص فى علاج حالته ، سواء كانت معروفة من قبل أو حديثة .

قوائم انتظار زيارة الأخصائى فى المستشفى طويلة ولها فى حالات كثيرة عواقب تتراوح بين تفاقم الحالة المرضية التى قد تصل الى الموت ، ويصبح المريض ضحية الروتين والتقشف الاقتصادى ، دون التمكن " دائما " من تحديد أو ادانة الطبيب ، أوالمؤسسة العلاجية المسؤلة عن حدوث الضرر الذى يصيب المريض.

وتؤكد الاحصائيات والمعلومات الهولندية الموثقة ان أوقات الانتظار الطويلة تسببت فى لجوء المرضى للإنتحار للتخلص من الآلام بعد اصابتهم بحالات اضطرابات نفسية واكتئاب حادة .

أثار ذلك الخلل فى المنظومة العلاجية حالة من الجدل لم تنتهى بعد ، ولم يتم التوصل لحلول عادلة مُرضية تلبى حاجة المرضى للعلاج ، فقط تم الاتفاق بين شركات التأمين الصحى والمؤسسات العلاجية على ان المريض لا يجب ان يوضع فى قائمة انتظار لأكثر من 98 يوماً ، الأمر الذى أدى للغضب والسخرية من الاستهانة بصحة الانسان .

وهكذا توفى المصرى رفيق الاغتراب بهولندا ضحية قائمة الانتظار الطويلة فى فى هولاند باراسيتامولاند .

[email protected]