رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

تخيلوا أمريكا التى سرقت العراق وتسرق العالم يومياً، تُعيد شطرنج صدام حسين إلى حكومة العراق.. وتخيلوا أمريكا التى نهبت خزائن العراق وأثاره العريقة، تعيد قطعة شطرنج أثرية.. يا سلام على الأمانة، ويا سلام على الإنسانية.. فهل أعادت واشنطن الآثار المنهوبة؟.. هل أعادت النفط إلى العراقيين؟.. هل أعادت العراق، كما كان للعراقيين؟.. هل أعادت الاحتياطى والذهب الذى سرقته من البنك المركزى؟!

الغريب والمثير، فى الوقت نفسه، ان السفارة الأمريكية فى بغداد  أعلنت إعادة قطعة أثرية عراقية مسروقة إلى الحكومة العراقية، وقالت إن هذه القطعة هى لعبة الشطرنج الأثرية،التى كان يملكها صدام حسين.. والغريب والمثير أنها أقامت احتفالية لهذا الغرض يشارك فيها ممثل وزارة الثقافة والآثار بالعراق.. ونشرت السفارة صوراً كاملة للشطرنج الرئاسى الأثرى، الذى كان يستخدمه صدام حسين!

والمفارقة أن هذا الحدث جرى فى ذكرى إعدام صدام فى عيد الأضحى.. واعتقادى أن السفارة لم تفعل ذلك لله، وإنما لتكشف لجموع العراقيين والعرب الذين يترحمون على صدام فى العيد، أنه كان يعيش عيشة الملوك.. وأن الشطرنج الذى كان يستخدمه كان من نوع نادر فاخر أثرى.. هكذا هو موقف واشنطن فيما أعتقد.. فلماذا أعادت الشطرنج فقط، ولم تعد آلاف القطع الأثرية المنهوبة، من العراق؟!

وبالطبع كان السؤال لماذا الشطرنج وليس غيره؟.. فكانت إجابة السفارة ما معناه: أن السفارة أعادت هذا الشطرنج كبداية لعودة الأثار المسروقة، وأن واشنطن ملتزمة بمساعدة العراق فى استعادة الأثار المنهوبة بعد «الفتح الأمريكى العظيم».. وما بين الأقواس من عندى بالطبع.. فمن المؤكد أن أمريكا اعتبرت ما جرى فتحاً وليس غزواً.. كما أنها فعلت ذلك لينعم العراقيون بالديمقراطية الأمريكية والسلام!

وفى الآونة الأخيرة بعد خراب العراق وسقوط المدن العراقية، واحدة تلو الأخرى، أفاق العراقيون وعرفوا ان أمريكا لعبت بهم جميعاً، فلم تكن هناك ديمقراطية ولا نيلة، ولم يكن هناك غير السرقة والنهب لكنوز العراق وثروته النفطية، وغطاء الذهب.. وهنا تمنى العراقيون يوماً من أيام صدام.. وزادت هذه النغمة فى ذكرى الإعدام فى عيد الأضحى.. فما كان من الأمريكان إلا الكشف عن «شطرنج الدكتاتور»!

فلا مانع من وصف صدام بالدكتاتور، ولا مانع أن تقول عنه ما تشاء.. لكنه حافظ على العراق، وحافظ على ثرواته.. فلم يظهر دينار ولا دولار باسمه، فى خزائن أمريكا وأوروبا.. ولم يقولوا إنه سرق ونهب.. لم تظهر نعرة السنة والشيعة فى عهده.. لم يكن البديل أفضل.. ظهرت داعش وخربت البلاد وروعت العباد.. ويجرى تقسيم العراق لعيون إسرائيل.. هذه كانت «بشائر الربيع العربى» كما رسموه لنا!

استعادة شطرنج صدام فى ذكرى إعدامه، ليس لوجه الله أبداً.. الهدف منه واضح.. لا تترحموا على أيام صدام.. الفيلم الأمريكانى هو إشغال العراقيين أنه كان يعيش ملكاً.. لا يعرف الأمريكان أن متوسط دخل العراقيين كان الأعلى عربياً.. ولا يعرف الأمريكان أنهم الآن أصبحوا «لاجئين» فى بلاد الله، خلق الله!