رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

اليوم وقفة عرفات، وملايين المسلمين راحوا من كل فج ملبين النداء، طمعًا فى رحمة الله وعفوه.. قلوبهم معلقة بالأمل فى العفو والمغفرة والعتق..أنهكهم السفر، وأضناهم التنقل، وكله عندهم يهون.

فهم اليوم واقفون بين يدى الله، والأمل معقود بالرجاء والدعاء بخير الدنيا ونعيم الآخرة.. وليكن لكل منا «وقفة» اليوم من النفس.. وقفة مصارحة ومصالحة، وليسأل كل منا نفسه: هل أنا أفعل الصواب، وأقول الحق؟!

الصادق مع نفسه سيكتشف الحقيقة، ومن أصر على الهروب من الحقيقة، سيعيش فى وهمه طويلا.. لقد صرنا فى مصر منقسمين منا من يقف فى خندق مناصرة النظام الحاكم على طول الخط، ويدافع عنه بشتى الطرق، وكل السبل، ومختلف الحيل.. ومنا من يقف فى صفوف المعارضة عمال على بطال، ويجتهد ويكد فى تصيد الأخطاء، وتأويل الكلام، ليثبت أن النظام على خطأ.. ومعظمنا نفكر بعواطفنا، ونلغى عقولنا، ونبالغ فى أحكامنا حتى التطرف، فلا المؤيدون فى كل الأحوال على حق، ولا المعارضون دائمًا على صواب.. الشرود والمغالاة صارا سمة المصريين.. ولتكن «الوقفة» اليوم مع النفس تجعلنا «جميعًا» نهدأ ونترك الأمور وننتظر النتائج، ولا نتعجل الأحكام على النظام.. لنترك الأمور بعض الوقت تسير إلى حيث أراد الله لها أن تسير، ولنصبر حتى نرى الغد فى الغد، ولا نتعجل لنراه اليوم.. يزعجنى كثيرًا ويغضبنى المبالغة فى الاختلاف، والتشبث بالرأى، وتبادل الاتهامات بين مؤيدى النظام ومعارضيه، ويحزننى ألا يروا فى «كل» الأعمال إلا الصح، وأن المعارضين لا يرون فى «كل» الأعمال إلا الخطأ.. فما هكذا تكون الرؤية، ولا هكذا تكون الأحكام.. لتكن وقفتنا مع أنفسنا اليوم فرصة للتروى والهدوء، لعل الله يجعل فى مستقبل بلادنا الخير، وهذا هو المأمول والمرجو، وهذا هو من دعائنا اليوم.. ولنذكر أن فى ديننا الإسلام وفى كل الأديان السماوية، دروسا تدعو إلى التسامح والانصاف والاعتدال وعدم المبالغة، غير أننا على غير الهدى نسير، ونسب بعضنا بعضا، ونخون من خالفونا الرأى بل منا من يدعو على الآخر لمجرد الاختلاف فى الرأى.. ليكن لنا فى يوم الوقفة «وقفة» مع أنفسنا.

[email protected]