رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

على فكرة

الفاشلون وحدهم، والضعفاء والعاجزون عن الفعل والمنكرون للحقائق، هم من يلجأون للكذب وتزوير التاريخ لإلقاء اللوم على غيرهم فى الفشل الذى لحق بهم وصنعوه بأنفسهم، لتبقى حالة الانكار الدائمة التى يعيشون فى ظلها ويتعيشون منها.

وفى الذكرى الرابعة لفض اعتصامى رابعة والنهضة التى حلت الاثنين الماضى، والذى كان قد اتخذ قراره مجلس وزراء حكومة الدكتور حازم الببلاوى بالإجماع، بمن فيهم الدكتور زياد بهاءالدين، وبموافقة نائب رئيس الجمهورية آنذاك الدكتور محمد البرادعى ونائب رئيس الوزراء الدكتور حسام عيسى، ملأت جماعة الإخوان وأنصارها فى الإعلام الفضائى والورقى والإلكترونى العالم نواحاً وصراخاً وترويجاً لأكاذيب وتزويرا لوقائع، لتثبيت موقعها فى وضع الضحية، بالحديث التهويلى عن المجزرة التى لحقت بأعضائها فى اعتصام اتسم بالسلمية!

مشكلة الجماعة وأنصارها، أنهم يتخيلون أنهم أكثر ذكاء من غيرهم، وأن ذاكرة الشعوب ضعيفة، ويمكن أن ينطلى عليها المثل القائل «الزن على الودان أمر من السحر» باختلاق أحداث لا وجود لها، وفبركة وقائع ومواصلة ترويجها لكى يصدقها بسطاء الناس من فرط تكرارها، فتتغير القناعات وتتبدل الآراء وفقا لتلك المغالطات.

ما لا تذكره الجماعة وأنصارها عن مظلوميتها المزعومة، أن الاعتصام استمر على امتداد سبعة أسابيع، عطل خلالها حياة مئات الآلاف من المصريين، واستولى فيه المعتصمون على الميدانين وسدوا بالمتاريس منافذ الدخول والخروج من الطرق والكبارى، واعتدوا على سكان المناطق المجاورة بأشكال شتى من العدوان، سواء بالمكروفونات عالية الصوت، أو بتلويث البيئة بمخلفات المعتصمين التى تلقى أمام المنازل وفى الطرق العامة، أو بدورات المياه التى تم بناؤها بشكل عشوائى، أو من الروائح الكريهة المنبعثة من الجثث المخبئة داخل المسجد وتحت منصة رابعة، لمن حاولوا الفرار من الاعتصام من أنصارهم، بعد أن تبين لهم عدم جدواه، فتم قتلهم عمدا وبقصد إرهاب كل من تسول له نفسه القيام بمحاولة مماثلة.

مالا يذكره هؤلاء عن المظالم المزعومة التى يشيعونها أن مفاوضات جرت مع عدد من قادتهم مع قوى سياسية فى الداخل وقوى دبلوماسية من الخارج لفض الاعتصام سلميا، فكانوا يوافقون بالنهار ويبلعون موافقتهم ويواصلون الاعتصام فى المساء، تماما كما فعلوا حين دعاهم وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيىسى فى 3 يوليو للاتفاق على خارطة للمستقبل وقيادة الفترة الانتقالية حتى إجراء انتخابات رئاسية، فقبلوا نهارا، وقاطعوا الاجتماع ليلا!

ما لم يذكره النائحون على ما يسمونه مجزرة رابعة فى مسعاهم الذى لا يتوقف للتشهير بالدولة المصرية، أن الاعتصام لم يكن سلميا كما يزعمون، ليس فقط لأن أحمد المغير أحد رجال خيرت الشاطر اعترف فى موقعه على وسائل التواصل الاجتماعى بأن اعتصامى رابعة والنهضة كانا مسلحين بأسلحة آلية وقنابل يدوية وملوتوف وطبنجات وغيرها من المعدات القادرة للتصدى لأسلحة الشرطة والجيش، بل كذلك لأن قناة الجزيرة الناطقة باسمهم كانت تنقل على الهواء مباشرة صور الأسلحة المكدسة والشماريخ الحارقة وأجهزة التشويش على الرادارات، وهياكل لطائرات يجرى تصنيعها بهدف التجسس وجمع المعلومات، بالإضافة لمئات الآلاف من بطاقات الرقم القومى التى تم سحبها من أصحابها للحيلولة بينهم وبين مغادرة الاعتصام.

ما لا تذكره الجماعة ونائحوها، أن السلطات المصرية فتحت ممرات آمنة للمعتصمين للمغادرة، ونثرت بيانات تتعهد فيها بعدم ملاحقة من يخرج منهم بسلام، ثم استخدمت خراطيم المياه مع من رفض المغادرة، ولم تلجأ لاستخدام السلاح سوى دفاع عن النفس بعد استشهاد أحد أفراد العمليات الخاصة بطلق نارى من مسلحى رابعة، وأن تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان قد جاء تقييمه لفض الاعتصام مماثلا لتقارير منظمات حقوقية دولية من حيث رصد عدد الضحايا والالتزام بالقواعد الحقوقية الدولية لفض الاعتصامات.

أما ما لا تريد الجماعة ونائحوها أن يدركوه، أن المغالطات والأكاذيب والافتراءات لا تقيم حقا وهى اسلحة المفلسين، الذين يرفضون مراجعة مواقفهم الخاطئة، ولا يملكون الشجاعة لتوجيه إصبع الاتهام لقيادات الجماعة المتسبب الفعلى فى كوارثهم السابقة والراهنة.