عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

تلقى الرئيس السيسى اتصالات هاتفية من ملوك ورؤساء الدول، فى ضحايا حادث قطارى الإسكندرية.. بعض هؤلاء الرؤساء أجانب، لا أعرف ماذا يقولون؟.. هل يقولون قلبى معك؟.. هل يقولون تعازينا القلبية؟.. بعض هؤلاء الأجانب يرسلون برقيات عزاء.. نشعر بالأسف والحزن.. أما الرؤساء والملوك العرب ربما يقولون: آخر الأحزان يا ريس.. لكن السؤال: كيف تكون آخر أحزان السكة الحديد؟!

وفى مثل هذه المناسبات المؤلمة، يُعرب الرئيس أيضاً عن خالص تقديره للرؤساء والملوك على مشاعرهم الصادقة.. بالإضافة إلى الحديث عن خصوصية العلاقات بين مصر والأشقاء.. على المستويين الرسمى والشعبى.. وتطلع الجانبين إلى مزيد من استمرار التنسيق والتشاور فى القضايا ذات الاهتمام المشترك.. ليس هناك شيء آخر، فى مناسبات بروتوكولية.. فالكلام فيها يكون فى أضيق الحدود الممكنة!

وبلا شك، فإن الكوارث الطبيعية لا يكون للإنسان دخل فيها.. وقد يتلقى العزاء وهو بلا حيلة.. المثير للحزن أكثر أنها هنا كوارث بسبب «الإهمال».. ومعظم برقيات العزاء التى تصل لمؤسسة الرئاسة، فى السنوات الأخيرة، كلها بسبب السكة الحديد.. إذن الأمر يستدعى وقفة حاسمة، فربما تكون آخر الأحزان فى السكة الحديد.. فكيف يحدث هذا؟.. هل بالترقيع؟.. أم بتغيير المنظومة كلها؟.. أم بنسفها تماماً؟!

كيف فكر الرئيس فى الأمر هذه المرة؟!

وما الذى استوقفه فى برقيات واتصالات العزاء؟!

الدول التى قدمت التعازى، لا يحدث فيها ذلك بهذه الطريقة.. حوادث القطارات عندنا هى الأشهر.. كوارثنا هى الأكبر.. كوارث الطرق والسكة هى الأولى عالمياً.. ضحايا مصر من الطرق فى عام، أكبر من ضحايا بعض الحروب.. نحن رقم واحد فى حوادث الطرق.. متى تكون آخر الأحزان؟.. متى نحتل رقم واحد فى العلوم؟.. أعرف أنه ميراث قديم.. أعرف أيضاً أن كل مرض له علاج.. أين العلاج من هذا المرض؟!

فمن المؤكد أن الرئيس فكر فى الأمر، ومن المؤكد أنه التقى وزراء النقل أكثر من مرة.. ومن المؤكد أن السكة الحديد كانت لها الأولوية، قبل النقل النهرى والبحرى.. وقبل الموانىء والمترو.. ولكنها لا تقل عن الطرق والكبارى.. مقطع الفيديو الذى تم ترويجه بالخطأ كان يعكس حيرة الرئيس ماذا يفعل؟.. الخبثاء تعاملوا معه على أنه لو وضع الفلوس فى البنك أفضل.. والحقيقة أنه يقول: كم يتكلف تشغيل السكة الحديد؟!

ولا شك فإن الرئيس يتلقى برقيات التعازى، وهو بين أمرين.. الأول أنه يعرف مكانة مصر لدى دول العالم.. يعرف الأصدقاء والأشقاء.. ويعرف الموتورين.. الثانى أنه يعرف أن العزاء بسبب الإهمال أمر يحزُّ فى نفسه.. وهو يتعامل مع «برقية آخر الأحزان»، على أنه ينبغى أن تكون آخر الأحزان.. ويتعامل مع الموقف على أنه لا ينبغى أن يتكرر.. فماذا طلب من وزير النقل؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة!

كلمة أخيرة:

 بيت المهمل يخرب قبل بيت الكافر!