رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

الذين عاصروا فترة حكم الرئيس حسنى مبارك، يدركون جيداً الفرق الشاسع بين وزراء اليوم ووزراء زمان.. الوزراء اليوم لا نعرفهم ولا نحس وجودهم ومعظمهم بلا قيمة.. ووزراء زمان كانت لهم هيبة وشنَّة ورنَّة، وكانوا ملء السمع والبصر أينما ذهبوا، ومنهم الوزير سليمان متولى سليمان، وزير النقل والمواصلات والنقل البحرى الأسبق الذى ظل لمدة «17 عاماً» منسياً، بعد أن ترك منصبه الوزارى عام 2000، وآثر الرجل أنْ يظل فى الظل بعيداً عن الأضواء، حاولت معه كثيراً أنْ أستنطقه الكلام، وإبداء الرأى فى قضايا عامة، غير أنه كان يرفض بإصرار، ولم يشأ أنْ يذكر الإعلام اسمه، بعد أنْ ترك  منصبه.. وظن كثيرون أنَّ سليمان متولى قد تُوفى بعد أنْ انقطعت أخباره، وفوجئ هؤلاء أنَّ الرجل الذى ظنوا وفاته، كان على قيد الحياة ووافته المنية أمس الأول، فعادت سيرته تملأ الدنيا، وصار محط اهتمام الإعلام، الذى أعاد ذكر إنجازاته، وعدد مناصبه فى عهد الرئيس السادات وعهد الرئيس مبارك، وعرفه الناس وزيراً للنقل والمواصلات، ولم يعرفوا عنه أنه كان قبل ذلك وزيراً للدولة للحكم المحلى، ووزيراً للدولة لشئون الأزهر، ووزيراً للدولة للشباب والرياضة، ووزيرا للمتابعة والرقابة، لم يعرف الكثيرون أنه كان وزيراً للإعلام، وكان محافظاً لبنى سويف ثم محافظا للمنوفية.

وكان لى حظ أن أقترب من سليمان متولى الوزير والإنسان، رافقته طوال «16» عاماً فى كثير من جولاته وزياراته الميدانية ومتابعاته واجتماعاته.. رأيته جاداً حازماً شديداً دون صخب أو ضجيج، امتاز بالمتابعة المعلوماتية الدائمة لكل المشروعات التى تمت فى عهده فى مجالات النقل البحرى والموانئ والسكك الحديدية والمترو والطرق والكبارى والموانئ البرية والمطارات، والاتصالات كان يتابع الأعمال فى هذه القضايا، دون سابق إعداد.. تراه فى أنفاق المترو تحت الأرض يتابع أعمال الحفر، وتراه فى سنترال يتابع سير العمل، وتراه على «سقالة» كوبرى يجرى إنشاؤه، تراه اليوم فى ميناء، وغداً تراه فى الصحراء يشق طريقاً جديداً.. كان لا يهدأ ولا يكل، أتعب كل من عملوا معه وأرهقهم وحقق لهم ما لم يكونوا يتوقعونه.. كان مكتبه خلية نحل لا يهدأ على مدار اليوم، مزدحماً بمساعديه ورؤساء الهيئات، فى عهده أنشأ أكبر شبكة طرق فى مصر، وأدخل القطار التوربينى السريع الخدمة، ونفذ  مشروع ازدواج خط سكة حديد الصعيد، وأنشأ خطاً يربط ميناء سفاجا مع قنا،  وأنشأ مترو الأنفاق، وأدخل خدمات التليفون المحمول لمصر، وأنشأ مئات السنترالات فى القرى، وحقق طفرة فى مجال الاتصالات.

أعمال سليمان متولى شاهدة على حسن أدائه وهمته وقيمته كوزير كانت له مكانة، وبقيت له ذكرى يشهد بها التاريخ.. ترى لو مات الأربعة عشر وزيراً الذين جاءوا بعده فى وزارة النقل هل سيجد لهم الإعلام أعمالاً يذكرها لهم؟!

 

[email protected]