رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

(3)

الأسس والدعائم التى أهلت لعالمية الدين الإسلامي

بجانب الأحكام والمعانى والمبادئ التى سجلناها فى هذا الكتاب عن الإسلام من ناحية أساسه الأخلاقى واتجاهه الإنسانى وقوامه العادل، ووجهته العالمية نعيد فى إيجاز ما قلناه فيما سلف ممثلاً فى الآتى.

(أ) الشورى:

فقد جاء بالقرآن الكريم «وأمرهم شورى بينهم» «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر).

ويروى عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: «ما ندم من استشار، ولا خاب من استشار».

ويروى عن أبى هريرة أنه قال: «لم يكن أحد أكثر شورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم».

وكتب التاريخ والتفسير والحديث مليئة بالأمثال الدالة على استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الرأى السديد من أصحابه فى الأمور المهمة.

ومشى على ذات الدرب الخلفاء الراشدون ومن جاء من بعدهم من خلفاء وولاة وحكام، الذين اتبعوا هدى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فى الحكم وسياستهم للأمة الاسلامية وإدارتهم لشئونها.

(ب) العدل

ليست العدالة فى الإسلام تلك التى تتصل بميدان القضاء فسحب، وإنما هى تلك التى تشمل مختلف صور العدالة فى مختلف ميادين الحكم والإدارة.

والعدل فى الإسلام عدل مطلق وعدل عام وشامل، يلتزم به المسلمون وغير المسلمين، وهو العدل المثالى بين الناس جميعاً مهما اختلفت أجناسهم وأديانهم لا أثر للطبقية أو للجاه والسلطان أو القرابة.

وهذه هى «السياسة العادلة» فى الإسلام والتى عرفت بأنها:

«الأحكام والتصرفات التى تعنى بإسعاد الأمة، وتعمل على تحقيق مصالحها، وفقاً لمبادئ الشريعة وأصولها العامة، غير متأثرة بالأهواء والشهوات.

وقد ذخر القرآن الكريم بالآيات الدالة على معنى العدالة ومدلولها الذى أشرنا إليه: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان» «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» «وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى».

ويأمرنا الله بالعدل ولو ضد أنفسنا أو أقرب الناس إلينا، ويحذرنا من أن يميل بنا الهوى عن العدل: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط» العدل «شهداء لله، ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين.. فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا».

والعدل أساس للمجتمع الصالح والحكم الرشيد: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى» «وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين».

وفى العلاقة بالذميين  والغير، يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حزم: من آذى ذمياً فأنا خصمه» ويقول أيضاً: «ألا من ظلم معاهداً أو تنقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا خصمه يوم القيامة».

ومن الأحاديث التى يرويها الرواة - دائماً - عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: «أحب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة إمام عادل».

وهكذا «فإن الإسلام ذهب مع العدالة مذهباً بعيداً مداه أبعد مما عرف فى أية شريعة أخرى من الشرائع السماوية أو الوضعية».

ومن هنا كان شرطاً أساسياً اتفق فقهاء المسلمين كون العدالة أو الشروط التى يشترطونها فى «الإمام أو الحاكم».

وهكذا كان - الإسلام - العدل أساس الملك.