رغم احترامى الشديد للسيد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، فإننى أختلف معه فى أحد قراراته. أثار اندهاشى تصريح سيادته بإقرار مقرر القيم والأخلاق على الطلاب مع العام الدراسى الجديد. وفى الحقيقة يتعارض هذا المقرر مع أنشطة «توكاتسو» التى سيتم تطبيقها فى المدارس المصرية اليابانية التى ينتوى سيادة الوزير تعميمها على جميع المدارس. فأنشطة «توكاتسو» هى أنشطة غير معرفية أى أنها لا تستهدف الجانب المعرفى بمهاراته المختلفة من حفظ وتطبيق وتقويم وإبداع، وإنما تستهدف الجانب الوجدانى الذى يتضمن الانتماء والولاء والهوية وحب الآخرين وإعلاء قيمة الوطن. وبالطبع هذا النوع من الأنشطة ليس له مقرر، أى ليس له كتاب يحفظه الطلاب لاسترجاعه فى الامتحان، وإنما أنشطة تختلف من فصل دراسى إلى فصل آخر وفقاً للفروق الفردية بين الطلاب وفى ضوء مجموعة من المعايير المتفق عليها مركزياً. فهناك مركزية فى التخطيط ولا مركزية فى التطبيق، وهذا ما يحدث فى اليابان.
القيم والأخلاق سيادة الوزير لا تحتاج إلى منهج صريح وإنما تكون ضمن المنهج الخفى. فالقيم والأخلاق سنجدها فى مصفوفة المدى والتتابع لكل المقررات الدراسية بصورة ضمنية وفى مقررات التربية الدينية الإسلامية والمسيحية بصورة صريحة. فعندما يدرس الطالب ثورة 1919 فى الدراسات الاجتماعية يتعلم معنى التضحية من أجل رفعة الوطن، وعندما يقوم بحل مسألة رياضية باستخدام أسلوب حل المشكلات يتعلم المنطقية فى إصدار القرارات. فلنجعل الأخلاق أسلوب حياة يا معالى الوزير ولا نختزلها فى كتاب دراسى ولنجعل عام 2018 هو عام الأخلاق فى مدارسنا المصرية. ولنخفف عن كاهل الدولة ملايين الجنيهات تكلفة طباعة هذا الكتاب الذى لن يختلف كثيراً عن كتاب التربية الدينية.
مدرس مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية، كلية التربية، جامعة العريش
سكرتير الهيئة الوفدية