رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

عندما أمر الخديو عباس حلمى بإنشاء كوبرى على النيل يربط جزيرة الزمالك بالقاهرة، قُبالة حى بولاق أبوالعلا، انحاز فى تسميته للحى الشعبى، وأسماه كوبرى أبوالعلا، ولم يسمه كوبرى الزمالك، وظل الكوبرى يحمل هذا الاسم 86 عاماً، منذ افتتاحه عام 1912، وحتى تفكيكه عام 1998، لإفساح مكانه لإقامة كوبرى 15 مايو العلوى، وإنشاء نفق تحت النيل للخط الثالث لمترو الأنفاق، ومنذ ذلك التاريخ وسكان جزيرة الزمالك يعلنون رفضهم إقامة محطة للمترو على جزيرتهم، حتى لا يزاحمهم الرعاع من باقية خلق الله.. ومنهم  من يتعالى ويغالى فى مطالبه ويرفض حتى مرور المترو تحت أرض الجزيرة.. ونظم «الزمالكيون» حملة مازالت  مستمرة بلا ملل أو  كلل، تضغط وتطالب بوقف إنشاء محطة للمترو فى الزمالك.. ومَنْ يُتابع الحملة يجد أنَّ المشاركين فيها، يرفضون إنشاء المحطة لأسباب خاصة.. فمنهم من يقول إن عملية حفر النفق ستؤثر على سلامة المبانى ومعظمها قديمة، وبعضها تأثر بزلزال 1992، ومنهم من يرفض لأن أعمال تحويل مسارات البنية التحتية والمرافق سيعيق حركة المرور طوال مدة الإنشاء. وآخرون يرون أن المحطة ستجذب أصنافاً من البشر سيسيئون للسكان ويلوثون سمعة الجزيرة.

ويتمسك سكان الزمالك بمطلبهم طوال هذه السنوات استناداً لوعد قطعه على نفسه رئيس هيئة الأنفاق.. عندما قال فى  حواره المجتمعى مع السكان إن المترو سيمر تحت الجزيرة، وسيتم إنشاء المحطة لكن لن يتم افتتاحها.. ويبدو أنَّ الرجل كان يمتص غضبهم، ويفرغ شحنتهم، ويقلل هياجهم، فتحايل عليهم بهذا الوعد،  الذى لا يمكن تنفيذه لأسباب فنية تتمثل فى طول المسافة بين محطة ماسبيرو ومحطة الكيت كات فى حال إلغاء محطة الزمالك، لتصل الى 2200 متر، مما يزيد من المخاطر المحتملة حال حدوث حريق أو عطل أو حادث، يعيق عملية إجلاء الركاب، حيث إنَّ أقصى مسافة للتأمين فى حالات الطوارئ ومواجهة الحوادث والحرائق وتوفير التهوية هى 1200 متر،  وفقاً للمعايير والمواصفات العالمية،  هذا بخلاف الأسباب الموضوعية المتمثلة فى توفير وسيلة تقل للمترددين على الزمالك من طلاب الكليات والموظفين والبائعين، والذين قدرت دراسات الجدوى، عددهم بحوالى مائة ألف راكب فى اليوم الواحد.

ومحطة مترو جزيرة الزمالك التى يعترض على تنفيذها  معظم سكانها مُخطط إنشاؤها من بداية الثمانينيات، ومسار الخط الثالث للمترو محدد مساره منذ حوالى 40 عاماً، وبسببه تم إزالة كوبرى أبوالعلا الذى صممه ونفذه المهندس الكساندر جوستاف إيفل، مصمم ومنفذ برج إيفل فى باريس وتمثال الحرية فى نيويورك.

والدولة اليوم وهى تواجه ضغوط سكان جزيرة الزمالك وإلحاحهم غير المبرر وغير المقبول، أصبحت أمام اختبار نجاحها فيه يحقق هيبتها، ورضوخها لمطالب سكان جزيرة الزمالك يؤكد أنها لا تستقوى إلا على الضعفاء من «سكان جزيرة الوراق»!!

 

[email protected]