رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

(2)

ويهمنا أن نقف مع أول رحلة للهجرة فى سبيل الإسلام، وتجلت تلك الصورة فيما قاله جعفر بن أبى طالب للنجاشى حاكم الحبشة، الذى استقبله استقبالاً حافلاً وأضفى عليه الحماية، وفى حضرته قال جعفر:

«كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام، ونسئ على الجار، ويأكل القوى منا الضعيف».

ثم هو يتكلم عن مجىء الإسلام ودعوته:

«فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدقناه وآمنا به».

وكل ما قيل على لسان جعفر هو مبدأ من المبادئ الإسلامية التى تزكيه ليكون ديناً عالمياً، حيث الصفات الحميدة، والأخلاق الفاضلة، والوفاء بالعهد «إن العهد كان مسئولاً».

ماذا قال علماء الغرب عن هذا الدين فى صورته العالمية؟

يقول فيتزجيرالد: «ليس الإسلام ديناً فحسب، ولكنه نظام سياسى أيضاً، وعلى الرغم من أنه قد ظهر فى العهد الأخير بعض أفراد من المسلمين يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين، فإن صرح التفكير الإسلامى كله قد بنى على أساس أن الجانبين متلازمان لا يمكن أن يفصل أحدهما عن الآخر».

ويقول العالم الإيطالى نولينو: «لقد أسس محمد فى وقت واحد ديناً ودولة، وكانت حدودها متطابقة طول حياته».

ونفس المعنى أكده شاخت:

إن الإسلام يعنى أكثر من دين، إنه يمثل نظريات سياسية وقانونية، إنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معاً.

ويؤكد ستروتمان: الإسلام ظاهرة دينية وسياسية، إذ إن مؤسسة كان نبياً، وكان حاكماً مثالياً خبيراً بأساليب الحكم.

وينتهى المستشرق «جيب» إلى نفس النتيجة بعد عرضه المستفيض لكافة الأوضاع فى الجزيرة العربية وميلاد الإسلام:

«عندئذ صار واضحاً أن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية، وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل له أسلوبه المعين فى الحكم، له قوانينه وأنظمته الخاصة به».