آفة الصحافة
الصحفى الإسرائيلى "جدعون ليفى" كتب مقالة فى صحيفة هاآرتس تحت عنوان : " الموت للعرب " . . عنوان اتسم بالسخرية من تصرفات جنائية لجنود الإحتلال ، يسعى لإيقاظ الشعب الإسرائيلى من غفوته ، ويرصد موافقة مُعظم الجماهير على عمليات إعدام علنية للفلسطينيين . . يكشف بوضوح كيف ان حكومة بلاده تغض البصر والنظر عن جرائم لا يُمكن وصفها الا بانها ضد الإنسانية ، ولا يتجاهل دور الإعلام الإسرائيلى فى تشجيع وتحريض قتل الفلسطينيين ، يكتُب بحيادية قدر المُستطاع مُلتزماً بطلب تطبيق عدالة القانون على الجميع دون تفرقة .
يقول " ليفى " : تجتاح البلاد زفة إعدام بلا مُحاكمة ، تثير القرف ، بربرية ، مُنفلتة ، تحظى بهتافات الجمهور ، وبتحريض من وسائل الإعلام ، وتشجيع من السُلطات ، تضاف الى عمليات العُنف السيئة عملية أسوء ، المُجتمع الإسرائيلى يفقد صوابه ، مرت عليه فترات سيئة لكنها لم تكن بسوء هذه الفترة حيث يُعدم كل مُهاجم ، أو مُهَددٍ بسكين أو بِمفَكٍ ، حتى بعد ان يرمى سلاحه ، ويتحول القاتل " الجندى الإسرائيلى " الى بطل قومى .
من يتمنى الموت للمخربين يحظى الآن بصيغة أكثر انحطاطاً ، قُتل 14 فلسطينباً ، أغلبهم لا يستحق الموت فى دولة قانون ، التعطش للقتل سابقة ليس لها مثيل هنا " فى اسرائيل " ، من يتمنى الموت للمخربين يريد المزيد والمزيد .
لقد كان تصرف رجال الأمن والجمهور أحياناً كما يجب ، عندما أوقفوا المُقدم على ارتكاب عملية عُنف، أحياناً لا مناص من إطلاق النار ، لكن فى حالات أخرى كان تنفيذ إعدام بشكل قاطع ، وليس له تعريف آخر، يكفى أن نشاهد إطلاق النار على الفتاة الفلسطينية " إسراء " ، كانت تقف بدون حركة ، تحمل سكيناً، جنود الشرطة يحيطون بها ، يقتربون منها ، تمهيداً لإطلاق النار عليها عن قرب ، بدلا من القبض عليها ، يبدو كجريمة قتل حقيقية ،هؤلاء الجنود إما أنهم جُبناء ، أو أنهم متعطشون للدماء ، وفى الحالتين يجب تقديمهم للمُحاكمة ، وليس منحهم وساماً .
هذه الصورة التى يشاهدها الشعب فى اسرائيل ، ومعظمه يهلل لذلك ، مع تأجيج الاعلام للمشاعر ، الصغار والكبار يشاهدون كيف تُطلق النار على العرب كما تطلق على الكلاب الضالة عى جوانب الطرق ، فيحفظون الدرس ، هكذا يحسب أحد الأسباب الأساسية لإندلاع المقاومة من هذه المعاملة اللاإنسانية للفسطينيين ، التى تساوى حياتهم وموتَهم بقشرة من الثوم ، لم يتعاملوا هكذا مع الاسرائيليين القتلة ، بينما يحظى بهتافات الجمهور واستحسانه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين .
يتسائل " جدعون ليفى " فى مقالتة الموت للعرب : " لماذا لم نقل شيئا عن اطلاق النار عبثاً على المتظاهرين فى قطاع غزة ؟! . . كان من بينهم طفلاً صغيراً ، ولا عن الذى طعن بالسكين فى ديمونا ، لم يدر بخلد أحد قتله ، أو هدم يبته ، الفلسطينيين فى حالات ضيق معيشية خانقة سيئة .
وقد كتب ليفى مؤخراً فى صحيفة "هآرتس" يقول : " أنه من الطبيعي أن يرحب الإسرائيليون بحارس الأمن الذين الذي قتل المواطنيْن الأردنييْن في سفارة اسرائيل بعمان ، لأن البطل في إسرائيل هو من يقتل العرب بدون تمييز، بمن فيهم أبرياء لا يستحقون الموت.