رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

هل حققت ثورة يوليو أهدافها التي قامت من أجلها؟! هل بيانها الذي ألقاه أنور السادات صبيحة يوم  23 يوليو قد تحقق أيضاً؟! هل أعضاؤها كانوا فوق مستوي الشبهات؟ هل كانت ثورة أم انقلابًا؟.. هل.. وهل وهل...؟

وفى هذه الأيام تحتفل الدولة بالذكرى 65 لثورة 23 يوليو 1952، وسط زخم غير مسبوق حول تاريخها.. أكثر من نصف قرن من الزمان ومازالت تلك الثورة لغزًا مُحيِّرًا، وتاريخها مازال حلقة غامضة في سلسلة تاريخ مصر.. ونسي رجالها وأنصارها أنَّ التاريخ لا تدخل خزانته  الخواطر والرؤى والذكريات. لأنَّه لا يعرف  إلا الحقائق المجردة عن  الهوى والتزييف.. ولا يعترف التاريخ إلا بالوثائق والمستندات.

وفي  الذكرى 65 للثورة يكرر التاريخ صرخاته.. يستنجد بالأحياء ـ إن كان هناك  حياة لمن ينادي ـ ويحث الضمير الوطني الحي ـ إنْ كان هناك ضمير ـ بأن تودع وثائق الثورة خزانته.. وأنْ يُؤرَّخ لها تأريخًا علمياً حقيقيًا، بعيداً عن الذكريات المتضاربة والمشوهة.. تأريخاً يذكر للمستقبل كل عيوبها وخطاياها، مع ايجابياتها ومميزاتها ومزاياها!!

يصرخ التاريخ مستنجداً  بمن يهمه الأمر ـ إن كان هناك من يهمه الأمر ـ بأن تُجمع الوثائق وتحصر المستندات، وتودع دار المحفوظات، كبداية حقيقية لتأريخ حقيقي لمرحلة هامة  في تاريخ مصر المعاصر!!.

يصرخ التاريخ متسائلاً عن نتائج أعمال لجنة إعادة تأريخ «ثورة» يوليو، التي أمر بتشكيلها الرئيس الراحل أنور السادات  في بداية السبعينيات، واللجان المماثلة التي تشكلت في عصر الرئيس حسني  مبارك.

يصرخ التاريخ معلناً أنَّه لا يذكر للثورة  إلا تواريخ، ويجهل عنها حقائق الوقائع والأحداث.. ويبرئ ذمته مما ينسب إليه في روايات، كلها ـ أو معظمها ـ لا يمت له بصلة!!

يضحك التاريخ وعلى وجهه علامات الاستنكار والاستهزاء مما يُدَرَّس للطلائع والشباب في المدارس والجامعات عن «الثورة» منسوبًا إليه، وهو فى مُعظمه لا يُعَدُّ إلا كذبًا أو تجميلًا!!.. ويضحك أكثر وعلى وجهه علامات الدهشة، ويقول إنه فوجئ كما فوجئ الملايين بأن أول رئيس للدولة، لم يكن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. بل كان شخصًا آخر اسمه محمد  نجيب، أدخلوه «تاريخهم» اسمًا على محطة للمترو تحت الأرض!!.. وبعد نصف قرن أعادوا للرجل بعضًا من الاعتبار، عندما كرموه، بعد رحيله بثلاثة وثلاثين عامًا، بإطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية فى إفريقيا والشرق الأوسط.. تكريم مُستحق، إلا أنَّه قد تأخر كثيرًا.

[email protected]