رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

نحن الآن أمام مصالحة تاريخية لاسم اللواء محمد نجيب.. فقد ظلمه الثوار والرفاق والتاريخ.. وتم تحديد إقامته فى فيلا بالمرج مع كلبه.. وقطعوا عنه المية والنور.. وعاش وحيداً حتى مات.. وحين خرجت جنازته كانت صفعة لكل الذين حاولوا تشويه "نجيب".. وما حدث أول أمس من رد الاعتبار للواء نجيب، قائد ثورة 23 يوليو، وأول رئيس جمهورية، يدعونا إلى السؤال من جديد: من الذى يكتب التاريخ؟!

وبالتأكيد سيكون ردك أن المنتصر هو من يكتب التاريخ.. وبالتالى فقد تم تشويه الملك والوفد وكل رموز العمل السياسى قبل الثورة.. فالملك فاسد والنحاس فاسد.. ومصر كلها كانت فاسدة..  مع أن مصر فى عهد الملك كانت الأولى على العالم فى الجمال، وحين تم تجميل لندن وباريس، كانوا يقولون إنها مثل القاهرة..  المهم أن الملك تم رد اعتباره بعد ستة عقود..  ومنذ عدة سنوات تم منح ابنه جواز سفر مصريا!

وبالتأكيد أيضاً سوف تقول من يكتب التاريخ، هو من يحكم، وبالتالى فقد اختفى اسم نجيب كقائد للثورة، واختفى اسمه كأول رئيس جمهورية.. ولم يبق منه إلا اسم على محطة مترو صغيرة.. هكذا تم التنكيل به، وهو حى، وبعد أن مات، حتى مرت سبعة عقود لرد اعتباره، فى مصالحة تاريخية نادرة، وتم إطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط، وحضر الحفل رئيس الدولة نفسه وزعماء عرب!

وحتى الآن مازالت هناك أسرار عن ثورة 23 يوليو لم نعرفها، ولم يجرؤ أحد على ذكرها..  فمن الأسماء التى ظلمت أيضاً يوسف صديق، ولولا هذا الرجل، لكان قد تم إعدام الضباط الأحرار، فى ميدان عام، بعد فشل الثورة طبعاً.. ولا يوجد لهذا الرجل أى شيء يدل على مكانته فى الثورة، غير مدرسة اسمه عليها.. فهل كانت الثورة هى ناصر وعامر فقط؟.. هل كان نجيب خائناً؟.. هل كان الملك فاسداً و"عربيداً"؟!

المعنى أننا فى حاجة إلى كتابة التاريخ من جديد.. ولا أعرف أين الجمعيات المتخصصة فى التاريخ؟.. أين المؤرخون الوطنيون، غير المحسوبين على ناصر أو عامر؟.. أين الذين يكتبون تاريخ ثورة يناير أيضاً وثورة يونيو؟.. أقول هذا حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح.. فمازال هناك من يقول إن 23 يوليو انقلاب وليس ثورة.. وجاء اليوم الذى يتحدث فيه البعض عن 30 يونيو بأنها انقلاب، وليست ثورة!

وللأسف هناك من يرى وجه شبه بين ثورتى يوليو 52 ويونيو 2013 .. وفى الحالتين الإخوان خارج السرب، وهم من يقولون بأن "الانقلاب يترنح" .. فلماذا لا نستعد من الآن لكتابة تاريخ مصر، كما حدث؟.. لماذا نترك الأمور ليقال إن "مرسى" كان قائد ثورة يناير؟.. فى حين هناك من يقولون إن يناير كانت فوضى لا ثورة.. وهناك من يقول إن 30 يونيو انقلاب عسكرى، وليس ثورة شعبية، أيدها الجيش!

لا ينبغى أن يصبح تاريخ مصر سراً من الأسرار الحربية.. ولا ينبغى أن ننتظر عقوداً أخرى، حتى ننصف هذا ونتهم ذاك.. لا أبحث هنا عن محاكمة أحد.. فقط أريد الحقيقة للتاريخ.. هل كانت الثورة "ثورة ناصر"؟.. هل كانت كلها خيراً؟.. هل أصبحت كلها شراً؟.. هل عطل "ناصر" مصر فى حركة التقدم الحديثة؟.. أم لا؟!