رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

سؤال كبير يواجه الطلاب حين يضعون أقلامهم، وتنتهى معركة الاختبارات، ويقف أكثرهم حائرًا أمامه، غير واثق من جوابه، فى انتظار ما يأتى به التنسيق.. هذا السؤال هو: ماذا بعد الثانوية.. أو أى كلية أختار بعدما تكللت الجهود بالنجاح، وحصلت على الثانوية العامة وأصبحت مؤهلًا للدراسة الجامعية؟ يعتبر هذا القرار أول قرار مصيريّ فى حياة أبنائنا ، بعض الطلاب يكون حدد ما يريد منذ بداية المرحلة الثانوية وربما قبل ذلك، وبعضهم أجل الإجابة لحين وقتها، وبعضهم يترك نفسه لدرجاته، هى من توجهه، ويدخل أعلى كلية يمكن أن يصل به تقديره إليه بصرف النظر إذا كانت تتوافق واهتماماته وتطلعاته أم لا ، المهم أن تكون أعلى كلية بالنسبة لتقديره، وهذا ناتج عن المفاهيم الخاطئة المنتشرة فى مجتمعنا مثل ( كليات القمة)، فهذا المفهوم خاطئ ، فالطالب عند اختياره كلية ما، يجب أن يضع فى اعتباره أن يكون فى القمة وليست بالكلية.. والقلة هى التى تسعى وراء هدف محدد بغض النظر عن زيادة المعدل فيرى أن محاسبا متميزا أفضل من نصف طبيب، وأن محاميًا ذا كفاءة عالية أفضل بكثير من مهندس خامل، وإن كان مجموعه أو معدله يؤهله لدراسة الطب أو الهندسة، غير أنه يجد نفسه فى غيرها من الكليات التى تأخذ من معدلات أقل بكثير مما حصل عليه، لكنه يرغبها ويرى أنه سيبدع فيها. لذا؛ كان من مهام المدرسة والبيت توجيه الطالب التوجيهَ السليم فى هذه المرحلة، ومساعدته على اختيار التخصص الذى يريده، نطالبه بالاجتهاد وبذل الكثير من الوقت والجهد للحصول على المادة العلمية فهمًا وتطبيقًا، وتقديم اختبارات متميزة، ونطالبه أيضًا بسؤال نفسه: ما التخصُّص المناسب لقدراتي؟ ما التخصص الذى أرغب فيه؟ الرغبة هى المحرك الأول لتحديد التخصص، ثم القدرة؛ لذلك كان على الطالب أن يعرف قدراته ومواهبه، وألا يكونَ اختيارُه للتخصص تقليدًا لصديق، فما هو مناسب لغيرك ليس بالضرورة مناسبًا لك.

استشر وناقش وابحث حتى تجد ضالتك وتجد رغبتك، ابحث عن الخطة الدراسية للتخصُّص الذى ترغب فيه، اسأل طالبًا تعرفه يدرس هذا التخصص؛ لكى تكونَ الصورة واضحة أمامك، وتعطيَك مساحة أكبر للتفكير واختيار القرار المناسب، ولا تقف أمام رغبة واحدة، حدِّد لك ثلاثةَ تخصُّصات، ووطن نفسك لجميع الظروف، فإن لم يكتب لك القبول فى تخصص، فالنفسُ قد تهيأت للآخر، وهكذا.

وبعد أن تُحدِّد التخصص؛ لتكونَ لك نظرة مستقبلية، ما فُرَص ما بعد الجامعة لهذا التخصص؟ أعنى الفرصَ الوظيفية؛ لتحقِّقَ أحلامك وتخدم وطنك، ما فرصُ إكمال الدراسة إن كنت طَمُوحًا لتحقيق أعلى الدرجات العلمية؟ إنَّ هذا السؤال والبحث عن إجابته يعطيك دافعية أكبر لاختيار تخصُّص ما، أو يعطيك وقتًا للبحث عن تخصص أفضل.

العلم نور يضىء لك الطريق؛ لتسير فى هذه الحياة، وتجتازها لحياة أبدية، وعيش دائم، فلا تحجب هذا النور عن قلبك، العلم طريق لرقى المجتمع وتطوره، والدين الإسلامى حَثَّ على العلم وطلبه، وتذكر أن تعلُّقَك بالله، وتوكُّلَك عليه، والإلحاح فى الدعاء، ومحافظتك على صلاتك، وبرك لوالديك، وتقديم العون للجميع - هى مفاتيحُ للسعادة فى الدنيا والآخرة.