رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على الرغم من كثير من الظواهر السيئة التي تعاني منها مصر إلا أن الخير باقِ في شعبنا ،كم من شهيد من رجال القوات المسلحة والشرطة نزفهم يومياً الى الجنة ودماؤهم الزكية تخضب وتعطر تراب هذا الوطن... وقصص الشهداء ملاحم بطولة هم فرسانها ناهينا عن ابنائهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم فهم قصص أخرى لكل فرد منهم.

لا أقول هذا من فراغ بل لأَنِّي أشرف بأني من إحدى هذه الأسر التي قدمت لمصر شهيداً وأستطيع ان اكتب روايات حية عما تعيشه أسر هؤلاء الأبطال فالطفل والطفلة حدوتة فالابن يريد أن يكبر بسرعة حتى يكون ضابطاً او جندياً مثل ابيه الشهيد والابنة تسأل عن ابيها الذي ذهب الي الجنة والزوجة التي تتعصب بعصابة رأسها لتحمل المسئولية وحدها بعد فقدان الحبيب والرفيق وتتعلم كيف تقص القصص لأطفالها عن بطولات أبائهم وما هي قيمة ان يكونوا أبناء شهيد... ونصل للأب والأم الذي خطف الإرهاب الأسود فلذة كبدهم... هل تظنون انهم يذوقون طعم النوم ؟ لا والله وأقسم بالله عز وجل أنهم موتى لم توارهم قبورهم بعد.

الاسم أحياء ولكنهم ليسوا كذلك فطيف شهيدهم وصوته وحركاته وزعله وفرحه شريط حي أمامهم يهذي الأب والأم ينادونه ويحدثونه وكأنه مازال حياً بينهم وحينما يحاول البعض ان يجعلهم يخرجون من هذه الحالة يواجهونه بكلمات رب العالمين في قرآنه الكريم (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )) 

صدق الله العظيم... فلا تملك كلاماً أو رداً فهم على حق وعلى إيمان عظيم.

هل تخيل احد نمط هذه الحياة... هل نما الى ذهن أحد ممن يتمايلون ويتفننون في اللهو والمجون شباب تتدلى ملابسهم تكاد تكشف عوراتهم وقصات شعر لا أعرف من أين أتوا بها... أتحداكم أن تفرقوا الذكر من الأنثى من هذه المخلوقات إلا بصعوبة!!!

هل فكر أو شعر هؤلاء ولو للحظة فيما تعيشه عائلات من استشهد وقدم روحه بكل بطولة وحب حتى يدافعوا عنهم وعن الوطن الذي غاب عن عقولهم المريضة.

لا تحزن أيها الشهيد ولا تندم عما قدمته من تضحية غالية فليس كل المصريين كهؤلاء الفئة المريضة بل إن شعبكم غني بالشرفاء أغنياء وفقراء، بقلوبهم غصة وفي حلوقهم مرارة حزناً عليكم وليست عائلاتكم فقط بل كل الأصدقاء والجيران من يعرفكم ومن لا يعرفكم إلا حين علموا بأخبار استشهادكم فهم يتفاخرون بكم فأنتم إما قريب او صديق او جار او ابن حي واحد او ابن قرية او محافظة واحدة... يتباهى بكم الشرفاء الكُثر أبناء مصر وكلنا نقف امام جثامينكم الطاهرة الطائرة الى جنة ربكم نعزف سلام الشهيد ونقف تعظيم سلام لكم يا أبطالنا... ادعوا واشفعوا لنا.