رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

قبل أن أقرأ الأخبار الواردة من دولة مارينا الشقيقة، وسهرات دينا وصافيناز وبوسى، كنت أقرأ تقارير صحفية عن بدء الأوكازيون الصيفى، قبل موعده بحوالى شهر ونصف الشهر، لامتصاص حالة الركود فى الأسواق.. وقبلها أيضاً كنت أقرأ تقارير عن حركة سوق السمك، والارتفاع الجنونى فيه خلال فصل الصيف.. ثم تركت كل شيء برهة.. ورحت أقول: وما علاقة مارينا بالأوكازيونات والأسعار والغلاء؟!

وفى ليالى مارينا لا تشغلهم الأوكازيونات.. فهم لا يشترون المنتج المحلى.. الأوكازيون فى الغالب يبيع البضاعة الراكدة من منتج محلى أصلا ردىء.. يلبسه أهل مصر للسترة.. وما إن تغسله حتى يضيع لونه، سواء بسبب ركود البضاعة، أو لأن صباغة المنسوجات المصرية من أسوأ ما يكون.. وكان المفترض طبعاً أن أقول لك: البس المصرى.. طيب ما أنت طول عمرك بتلبس، وراضى، ولا تعرف المستورد!

وفى مارينا لا يهتمون بسمك الماكريل ولا المكرونة.. وبالتالى أخبار الأسواق المصرية لا تشغلهم.. الاستاكوزا والجمبرى وارد الخارج هو الذى يشغله.. أما أنت فتأكل القراميط.. قد يكون هذا الخطاب غير مريح.. ولكنك لا تحتاج أن تسمعه منى.. الدولة نفسها تعرف هذا الخطاب وتردده.. رئيس الدولة قال: هناك من يأكل حتى التخمة، ومن ينام من غير عشا.. ولا أريد التمييز، ولا إشاعة جو من الكراهية والإحباط!

وعلى شواطئ مارينا رقصت دينا وصافيناز حتى طلوع الشمس.. وتم تصوير الحفلات ونقلها إلى مواقع التواصل الاجتماعى.. وشعر الناس أن مصر «شعبان».. واحد هايص لا يشعر بأى شيء، وآخر لايص.. لا يعرف تدبير أى شيء.. وهذه المرة ذهبت بوسى تغنى على نفس الشاطئ، لكنهم انتبهوا ولم يسمحوا بالتصوير.. فقد كان مخصصاً للحريم فقط، لزوم «الخصوصية» والرقص والفرفشة وخلافه!

ويقال إن الفنانين والفنانات يشعلون ليالى مارينا بالأغانى والرقص، ولم يكن سخط الجمهور بسبب الرقص، ولكنه كان بسبب البدل العارية.. فمن المؤكد أنها ليست من الأوكازيون، الذى يهتم به جمهور الأوكازيون.. الانتقادات أيضاً ليست من استمتاع البعض بالشواطئ.. لكن من حالة السفه والبذخ، فى ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد.. وهؤلاء فى الغالب من أثرياء العصر، وتسقيع الأراضى والنهب المنظم!

للأسف فى مصر «شعبان».. واحد مطحون تحت خط الفقر، يأكل أرجل الفراخ، أو من صناديق الزبالة، وواحد لا يدرى بأى شيء.. فلا يهتم بما تهتم به.. لا ينشغل بأسعار الخضار والسمك والفراخ واللحمة.. لا ينشغل بملابس الأوكازيون التى تنتظرها من الصيف للصيف، ومن الشتاء للشتاء.. وربما يكونون هم أصحاب المصانع التى تنتج لنا البضاعة الرديئة، ولا تصمد أمام الزمن، ولا تعيش بعد غسلها أول مرة!

والسؤال: ماذا يحدث لو أن سكان دولة مارينا، ارتضوا بهامش ربح معقول، من أجل سكان مصر الأخرى؟.. ماذا يحدث لو أنتجوا بضاعة جيدة بدلاً من الرديئة؟.. أليس أولى بهم أن يرتدوا من منتجات مصانعهم، بدلاً من البراندات العالمية؟.. هل كثير على الناس أن تفرح بقطعة ملابس، لن يحضروا بها حفلات دينا وصافيناز؟!