لا أعلم لماذا كلما قرأت أخبار مشيرة خطاب أتذكر علي الفور مجلة المختار القديمة والسؤال الذي كان يتكرر بإلحاح في كل عدد من إعداد المجلة وهو (أين ذهب حسن؟) فيكون الرد «ذهب يبحث عن مجلة الهلال».
ونحن بدورنا نتساءل أين ذهبت مشيرة؟ فهي منذ أن رشحتها مصر لمنصب مدير عام اليونسكو وهي تعمل بجهد غير عادي وتعمل بخطة مدروسة لزيارة أكبر عدد ممكن من بلاد العالم وخاصة وهي التي أصبحت المرشحة الرسمية لإفريقيا حيث زارت أغلب دول إفريقيا حتي إنها قامت بزيارة بعض الدول التي لا تملك صوت في الانتخابات فقد وجدتها فرصة لتمد جسور المعرفة والثقافة بين مصر والدول الإفريقية.
وقد أعربت عن سعادتها باختيارها لتكون المرشحة الرسمية فقالت في موريشيوس في اللقاء الذي أقامته السفيرة المصرية وحضره لفيف من السياسيين والمثقفين.
إنها تشعر بامتنان وعرفان شديدين للقادة والرؤساء والوزراء الأفارقة على دعمهم غير المحدود لترشيحها، وقيامهم بالترويج له مع نظرائهم فى الدول أعضاء المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، مؤكدةً شعورها بالفخر الشديد من جراء التماسك والتكاتف والتلاحم الذى تلمسه من كافة المسؤولين الأفارقة خلف مرشحة قارتهم لهذا المنصب الرفيع، ما يدل على أن المجموعات الإفريقية بالمنظمات الدولية قادرة على تخطى أى صعاب وتحقيق تطلعات شعوبها.
وقد قال ايضا الوزير السابق محمد العرابى، مدير الحملة الانتخابية لمشيرة خطاب (إن القرار الجديد يدل على التقدير الكبير الذى تحظى به المرشحة الإفريقية الرسمية للمنصب لدى مختلف القادة والزعماء والوزراء الأفارقة، والتى التقت معظمهم، على مدار الأشهر الماضية، حيث أبدوا تقديراً شديداً لإمكانياتها ومؤهلاتها، وبصفة خاصة فى أعقاب أدائها الرفيع وشديد التميز فى جلسات الاستماع التى تمت لكافة المرشحين للمنصب، أمام المجلس التنفيذى للمنظمة فى إبريل الماضى).
وقد فازت أيضاً بجائزة فاطمة الفهرية التونسية وهي مخصصة لتكريم النساء اللاتي حققن إنجازات تعليمية وتقلدن مسئوليات مهمة بالمجتمع، وساهمن في مجال تمكين المرأة، وهي المجالات التي تميزت فيها السفيرة مشيرة خطاب من خلال مسيرتها السياسية والدبلوماسية الحافلة.
وقد أصدرت وزارة الخارجية بياناً قالت فيه بمناسبة تكريم مشيرة في تونس. «هذا التكريم يأتي بعد أيام قليلة من إتمام جلسات الاستماع للمرشحين لمنصب المدير العام لليونسكو أمام المجلس التنفيذي للمنظمة، وهي الجلسات التي ظهرت فيها مرشحة القارة الإفريقية بشكل متميز حاز إعجاب وتقدير ممثلي الدول الأعضاء باليونسكو والمراقبين والمهتمين بمجالات عمل المنظمة الذين أبدوا إعجابهم وإشادتهم بقدرات المرشحة المصرية وخبراتها في مجالات عمل منظمة اليونسكو.
وبالرغم أنه من المفروض أن يكون المرشح من البلد العربية التي لم يفز أي من المرشحين علي هذا المنصب من قبل وأن يتفق العرب علي مرشح واحد إلا أن الواقع يقول إن العرب لا يتفقوا أبداً فقد رشحت لبنان امرأة لهذا المنصب وكذلك رشحت قطر ممثلا لها؟ والحقيقة ان فرصهم أمام مشيرة ضئيلة جدا فلا النقود تنفع ولا الثقافة الفرنسية كذلك حيث ترشحت في مفاجأة سخيفة وزيرة فرنسية سابقة وهي يهودية من أصل مغربي لتحصل علي المنصب بالرغم من حصول فرنسا علي هذا المنصب من قبل.
ولكن ولأننا نعرف قدرات مشيرة مرشحة مصر جيدا فهي قادرة علي العمل في أي مكان وأي منصب فنحن نتمني أن تحوذ علي المنصب الذي تستحقه بجدارة. وحينما نسأل أين ذهبت مشيرة؟ تكون الإجابة في اليونسكو في فرنسا. وأعتقد ان مشيرة قد قامت بكل ما عليها وتبقي جهود مصر الرسمية.. مصر الثقافة الحضارة والتاريخ والفنون.