على فين؟
لو كنت تلعب «شطرنج»، أو تحب اللعبة، سوف تعرف أن ما يجرى الآن بين قطر والرباعية العربية، أشبه بلعبة الشطرنج بطريقة أو بأخرى.. ولذلك ما زال اللعب مستمرًا، و«الجيم مفتوحة».. هل تعرف السبب؟.. الإجابة لأن قطر لا تلعب وحدها، ولا «الجيم» بين الرباعية وقطر فقط.. هناك لاعبون غير رسميين.. إسرائيل واحدة من اللاعبين، وإن لم تظهر فى الصورة.. هى فقط تحذرك قائلة: كش وزيرك!
والمصريون لهم طريقة فى لعبة الشطرنج، لكنها فى السياسة طريقة عالمية.. كنا عندما نلعب الشطرنج فى سن مبكرة، نجلس جميعًا حول رقعة الشطرنج.. وتكون هناك إشارات من خارج المتنافسين، ترجح كفة لاعب على آخر.. وأحيانًا تبدأ بعدها معركة حامية.. أخشى أن تكون الحالة تنطبق على قطر.. فقد لعبت وحدها فى البداية، وكادت تركع.. وتدخلت أطراف أخرى، وقد تبدأ بعدها معركة تكسير عظام.
ولا أنسى أن أقول إننا ونحن نلعب مباراة عادية، لا يتدخل فيها أحد، كانت تنتهى المباراة طبيعية، يعرف كل واحد فيها قدراته، أما عندما كانت تحدث تدخلات خارجية من لاعبين مؤثرين، كانت تنتهى المعركة بقلب رقعة الشطرنج، وربما تكسير القطع.. ألا تشبه هذه الحالة ما يجرى بين قطر والرباعية العربية؟.. ألا تشعر أن المعركة مستمرة؟.. ألا تشعر بأن استعانة قطر بالغير يضرها ويطيل حصارها؟!
فما هى الأطراف الظاهرة فعلًا، وما هى الأطراف الخفية؟.. الأطراف الظاهرة هى إيران وتركيا.. والأطراف الخفية إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. تل أبيب هى المشكلة الآن.. تتدخل من خلف الستار.. تعرف مناطق اصطياد قطر.. من أول الأمير إلى الوزير، مرورًا بالفيل والطابية، ثم تبلغ قطر.. وقد تتدخل فجأة لتلعب من وراء الستار، لتعيد الأمور إلى المربع صفر من جديد.. حتى لو تورطت فى «مذبحة كبرى».
فلا ينبغى أن ننسى، أننا لا نلاعب قطر وحدها.. واشنطن أيضًا تلعب، وإن قالت إنها لا تلعب.. أنقرة تلعب وطهران قبلهما.. لعب تل أبيب مريب.. هل هى مع إيران ضد العرب، أم مع العرب ضد إيران؟.. لو عرفتم الإجابة سوف تعرفون التحركات؟.. ما مصلحة هذه الأطراف لإنهاء الأزمة؟.. لا توجد.. وما مصلحة هذه الأطراف لتشعر الرباعية بأنها تحكم المنطقة؟.. لو فازت الرباعية سيحدث خلل فى موازين القوة.
وهل لديكم تفسير: لماذا انتهت المهلة دون أى جديد؟.. هل لديكم معلومات ماذا قال ترامب للعرب؟.. هل لديكم إجابة لماذا اجتمعت قمة المخابرات الرباعية، وانفضت دون شيء؟.. هل تعرفون كيف تغيّر الخطاب السياسى عالميًا؟.. كيف تحول الخطاب إلى قطر تدعم الحريات وحرية التعبير عبر قناة الجزيرة، بينما الديكتاتوريات العربية تريد قهر المعارضين وكتم الحريات؟!.. ليست هذه «قدرات قطر» وحدها؟!
أخيرًا، برغم كل هذه التدخلات المريبة، لكى تستمر اللعبة، سيبقى الحل فى يد العرب.. الحل عربى أولًا وأخيرًا.. قطر لن تحيا تحت الحماية الدولية طويلًا.. الأمير الطائش استدعى من يلعبون بدلًا منه الآن إلى المنطقة.. فهل ستنتهى المعركة بتكسير قطع الشطرنج والرقعة؟.. ماذا تحمل الأيام لمنطقة الخليج؟.. الله أعلم.