رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حيث يصاب القارئ بالدهشة أمام yقرار هذا المبدأ ومولده - حسب الوثائق التاريخية - عن المصريين القدماء وصورة من صورة توكيد الحضارة المصرية فى أسمى صورها.

ولتحقيق ذلك نصطحب القارئ مع ما برهنت عليه وثائق التاريخ، لإثبات أن «العدل أساس الملك» ولدت قاعدته على أرض وادى النيل.

اتصف القانون المصرى الفرعونى بالعدالة، لأن الفرعون كان إلهاً والإله من خصائصه العدل. ولما كان القانون يستمد وجوده من الفرعون باعتباره صاحب السلطة التشريعية الأول.

إذن ما علينا إلا أن نشير فى عجالة إلى أبعاد هذه الصفة المقدسة للقانون:

إذا يتم اختيار الملك «الصالح» - هكذا تقول النصوص - ينبع الخصب فى الحقول، وتأتى الانتصارات فى الحروب.. وعلى الشعب أن يعيش فى خير وهناء مقيم، لأن الفرعون حى لا يموت: إنه يحيا بأعماله، الفرعون يفعل ما يحب أما ما لا يحبه فلا يفعله.

وهذه رسالة من أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة إلى أحد وزرائه بمناسبة تعيينه:

«.. والذي يجب عليك عمله فى كل الأحوال أن تحافظ على القانون، وعندما يأتى صاحب شكوى، فاحرص على أن يتم كل شىء طبقاً لما يقضى به القانون وما يقضى به نظامه حتى يصل كل شخص إلى حقه».

أول تقنين لمبدأ «سيادة القانون»

ومشى قضاة مصر على درب العدالة وطريقه المستقيم، كان كل منهم يضع تمثال الآلهة «معات» حول عنقه فى مجلس القضاء لتذكره بتحقيق العدالة، وامتد العدل من الحاكم إلى قضاته:

يقول القاضى «رمنوكا» فى عهد الملك «منكاورع» فى نقوش وجدت على قبره تذكارا لما كان يحكم به:

« إن الذى يحب الملك والاله انوبيس على قمة جبله، لا يأتى بأذى لمحتويات هذا القبر من القوم الذى يصعدون إلى الغرب «الدار الآخرة» أما من جهة هذا القبر الأبدى فإنى قد أقمته لأنى كنت مقرباً لدى الملك والناس، ولم يحدث قط اغتصبت أى شىء من أى إنسان لهذا القبر، لأنى اذكر يوم الحساب فى الغرب «الدار الآخرة».

إذن كانت العدالة مبدأ وعقيدة وأسلوب حكم وحياة.

يقول الإله «رع» لكل الملوك:

«قل العدالة، اصنع العدالة، لأن العدالة قادرة إنها عظيمة، إنها سرمدية».

جاء بتعاليم الملك «خيتى الرابع» «رابع ملوك الأسرة العاشرة» الموجهة إلى ابنه الأمير «مريكا ورع» ولى العهد، قال له وهو يعظه:

«يا بنى تحل بالفضائل حتى يثبت عرشك على الأرض.. هدئ من روع الباكى.. لا تظلم الأرملة.. لا تجرد أحداً مما يملك.. لا تطرد موظفاً من عمله.. لا تكن فظاً، بل كن رحيم القلب.. لا ترفع ابن الشخص العظيم على ابن الشخص المتواضع، بل قرب إليك الإنسان حسب كفاءته».

فى عهد الملك «بيبى الثانى» خامس ملوك الأسرة السادسة» قامت ثورة فى البلاد وأتت على الأخضر واليابس وانتهكت حرمة القوانين والنظام.. تأسى الحكيم المصرى الذى سجل لهذه الثورة: الحيكم العجوز ايبوور «حقاً لقد ديست القوانين فى المحاكم بالأقدام».

وفى آتون الثورة نادى بالعدالة التى كانت والتي انتهكت، نادى بالعودة الى سيادة القانون ومحو الظلم وماذا قال: «إن العدالة هى رحمة الآلهة المهداة إلى البشر أجمعين».

ونواصل المشوار التاريخى توكيداً لإثبات حضارة مصر العظمى.