عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تتعرض الصحافة الورقية لأزمة مالية تهدد وجودها أصلاً فى مجال الإعلام, فبعد أن كانت بجانب الإذاعة أهم مصدر للإخبار أصبحتا موضة قديمة توشك أن تندثر, وأصبح السؤال: هل تريد الدولة والمجتمع الصحافة الورقية؟

إذا كانت الإجابة لا نريدها، فهذا ممكن ونغلق كل الصحف ونكتفى بالمواقع الإلكترونية ونفصل كل الصحفيين والعاملين فى الجرائد.

أما إذا كانت الإجابة نعم نريد الصحف الورقية لأننا نعرف قيمتها وأهميتها, والصحف هى رمانة الميزان بين مواقع التواصل الاجتماعى والتى أصبحت المصدر الأول للشائعات والمؤامرات وترويج الأجندات الهدامة واللجان الإلكترونية التى لانعرف من أين تأتى لتهدم المجتمع والدولة, وبرامج التوك شو التى يعتمد استمرارها على مدى جاذبيتها للإعلانات فقط بغض النظر عن المحتوى أو التى تروج لسياسات دول تمول الإرهاب وتنفخ فى نار الحروب الأهلية.

الصحف الورقية هى عين المجتمع على سلطات الدولة وهى نافذة كبار الكتاب والمفكرين وأصحاب وجهات النظر, وإذا كانت المواقع الإلكترونية هى الأسرع فى نشر الأخبار بل ونقلها على الهواء فى أحيان كثيرة فإن الصحف هى الأشمل فى التغطية وعرض وجهات النظر والمتابعة الإخبارية والتحقيقات الصحفية, ونشر أخبار تغفلها الفضائيات, وتبقى الميزة الكبيرة وهى الاعتياد على قراءة الورق وفرد الصفحات التى لا تتيحها شاشة الكمبيوتر, وكل التعليم من الورق فلا يمكن الاستغناء عن الورق فى التعلم فى المدى المنظور من حياتنا.

وفى دول العالم المتقدم والذين اخترعوا الإنترنت والفيس بوك لاتزال صحفهم الورقية تصدر وتتصدر نشرات الأخبار, ولاستمرار الصحف متطلبات, وهذا الدور على الدولة إذ يمكنها مع حزمة من الإجراءات والتشريعات أن تجعل استمرار الصحف فى الإصدار ممكنناً, ومن المقترحات أن تتوسع الحكومة والتى يعمل بها 7 ملايين موظف فى توجيه الوزارات والهيئات للاشتراك فى الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية, ولدينا أكثر من 50 ألف مدرسة تشترك فى جريدتين على الأقل ويقرأ منهم أهم الأخبار فى طابور الصباح.

وإذا كان إجمالى توزيع الصحف والمجلات فى مصر حول المليون نسخة يومياً فإن إضافة نصف مليون أخرى لتوسع الحكومة فى الاشتراك فى الإصدارات سيكون مفيداً للجميع ويجذب الإعلانات للصحف ويرفع تأثيرها فى المجتمع ويعيد ثقافة القراءة الورقية والتى هى أساس التعلم, وهذا لن يكلف الدولة أكتر 400 مليون جنيه سنويا وهو مبلغ زهيد إذا ما قيس بالعائد الثقافى والاجتماعى والسياسى منه.

تبقى نقطه هامة هى المساواة بين كل الصحف المملوكة للدولة والحزبية والخاصة فكلها صحف قومية تهدف لخدمة المصريين, وللمشكلات الهيكلية للصحف مقال آخر.