رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

اليوم تنتهى مهلة الأيام العشرة لـ«قطر».. والخطوة التالية سوف تكون أخطر على قطر، من أيام الحصار الأولى.. وإذا لم تستجب قطر، فعليها أن تدفع الثمن غاليًا.. أحد مشاهير الخليج قال: انتظروا حاكمًا جديدًا لقطر، أى فى حال رفض قائمة الشروط العربية.. فإن ركب «تميم» رأسه أسقطوه، وإن استجاب يصبح حاكمًا بلا أنياب.. وبالتالى فإن الثمن «رأس تميم» أو «عرش قطر».. اشرب فى صحتك يا «تميم»!

وأذكر أننى فى بداية الأزمة، سألت مصدرًا رفيعًا قلت له: إيه الحكاية، هل هى قرصة ودن، ولا إيه؟.. قال ما معناه إن الإجراءات لم تتخذ لنرجع فيها، ولو رجعت مصر أو تراجعت، أو عفت، فلن تتراجع دول الخليج أو تعفو.. الأمر كان يتعلق بعروش خليجية، تريد قطر أن تُسقطها.. وهنا فهمت أن التصعيد قادم، وبعدها ظهرت قائمة الشروط.. ولجأت قطر لتركيا وإيران، ويبدو أن هناك من «نصحها» بالتطنيش!

وللأسف، التطنيش القطرى سيقابله تصعيد عربى.. وسوف تكون هناك حزمة إجراءات سياسية واقتصادية مؤلمة، منها أولًا عزل قطر، وإلغاء عضويتها فى مجلس التعاون الخليجى.. وثانيًا إلغاء التعامل بالريال القطرى، وهى ضربة اقتصادية موجعة، وثالثًا تجميد عضويتها فى الجامعة العربية، وهى أمور يبدو أن قطر لا تستوعب آثارها السياسية والاقتصادية، وأنها تصورت أن تركيا سوف تحميها، وأن أردوغان سوف يتصدى لها، أو أن الحرس الثورى الإيرانى سوف يحمى عرش تميم.. هذه هى «هلاوس» السياسة القطرية!

الغريب أن قطر لم تبد أى حسن نية، بأنها سوف تتعامل مع كذا وترفض كذا، لكنها رفضت المطالب جملة واحدة.. وكان بإمكانها أن تناقش تمويل الإرهاب، وتسليم المطلوبين الأمنيين المتواجدين فى قطر.. وكان بإمكانها أن تتفاوض فى بعض المطالب، وتبدى استجابة هنا أو هناك.. ولكنها اعتبرت أن التفاوض يكسر شوكتها، وقالت إنها مستعدة لأى احتمالات، وهو المصير الذى «تسوقها» إليه أنقرة وطهران!

وربما استهانت قطر بالإجراءات التصعيدية، وهى لا تريد أن تفهم أن الحصار برًا وبحرًا وجوًا ليس كل شىء.. وربما لا تدرك قطر أن الدول التى تحاصرها ليست فى آخر العالم، وإنما هى دول حدودية مجاورة، سوف تقطع عنها المية والنور.. ولا تريد قطر أن تدرك أن الأيام الماضية أوجعتها إلى درجة الإيلام، فماذا تنتظر؟.. هل تريد أن تعرف نهاية المطاف مثلًا؟.. هل إغلاق الجزيرة كوم، وتركيع قطر كوم تانى؟!

الآن كل الأطراف «تتفرج» على قطر.. البيت الأبيض الذى كانت تتحامى فيه قطر خذلها بالثلاثة.. ويبدو أنها أصبحت ورقة محروقة.. وشدد الرئيس ترامب على ضرورة أن يكون هناك وقفة ضد تمويل الإرهاب.. وقال ذلك صراحة للوسيط التركى رجب أردوجان.. والكرملين أيضًا لم يفعل أى شىء.. وقال «بوتين» لابد من الحوار المباشر مع الدول المعنية بالنزاع.. معناه «إحنا مش فاضيين.. حلوا مشاكلكم مع بعض»!

باختصار قطر الآن فى المصيدة.. فقد بلعت طعم الأمريكان، حين قالوا إن المطالب العربية وُضعت لتُرفض، وراحت قطر تغنى القصيدة نفسها، حتى انتهت المهلة.. اليوم أقول: انتهى الدرس يا غبى.. القضية الآن عرش تميم.. «عرش بعرش».. فقد استهدف تميم «العروش العربية»، وهو يأكل معهم فى طبق واحد!