رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

عندما مات مصطفى شردى قبل 28 عامًا، ترك تلاميذ، تعلموا منه فنون الصحافة، غير أنَّ قليلين منهم هم الذين تعلموا منه احترام المهنة وتقاليدها وآدابها.. وبموت مصطفى شردى فى 30 يونيو عام 1989، كانت بداية النهاية لجيل كان يحترم المهنة وتقاليدها.

أذكُر أننى سلمته خبرًا عن انتشار وباء الكوليرا فى محافظة القليوبية عام 1984، فقرأه ووضع يده فى جيبه وأعطانى عشرين جنيهًا، يوم كان للجنيه قيمة، وكان راتبى الشهرى ستين جنيهًا. وقال إن الخبر جيد وموثق، لكنه لن ينشره؛ لأنَّ نشر مثل هذا الخبر ربما يمنع سياحًا من زيارة مصر، ويتسبب فى أضرار كبيرة للدولة.. وفى صيف عام 1986، سلمته صورة للنشر (بدون تعليق)، فأمسكها فى يده وضحك كما لم يضحك من قبل، وأخرج من جيبه أربعين جنيهًا وأعطاها لى، وعرضها على كل من كانوا فى صالة التحرير، وصارت الصورة أضحوكة كل الموجودين.. ظننت أنَّ الصورة ستكون منشورة فى صدر الصفحة الأولى، غير أنَّها لم تُنشَر.. خشيتُ أنْ أسأله عن عدم النشر، إلا أنَّه لمحنى أمرُّ أمام مكتبه فنادانى وبرر لى عدم النشر، بأنَّ أخلاق الصحفى تمنعه من نشر مثل هذه الصورة، ولا يجب أن ينحدر بأخلاقه إلى السخرية اللاذعة إلى هذا الحد، فالنقد له حدود.. وكانت الصورة لحمار يخرج من باب مبنى فوقه لافتة كبيرة ﻷحد اﻷحزاب.. وقال «شردى» إنًّ لهذا الحزب إصدارات صحفية عديدة، لا يجب أن نُحرضهم على استخدام ذات الاسلوب فى الرد علينا، والسخرية من حزبنا وأعضائه.. نحن نُعارٍض بشراسة إلا أننا لن نتخلى عن احترامنا ﻷنفسنا وللآخرين.

مصطفى شردى عندما اختاره رئيس حزب الوفد فؤاد سراج الدين عام 1983 للإعداد لإصدار جريدة للحزب، لم يكن اسمًا مشهورًا، ولا نجمًا مرموقًا، بل كان كاتبًا مُحترمًا فى جريدة أخبار اليوم، واحترامه لنفسه ومهنته جعله محل اهتمام مصطفى أمين، وهو الذى رشحه لفؤاد سراج الدين، ليرأس له جريدة «الوفد»، فنجح فى مهمة شاقة، وبات أكثر الصحفيين شهرة، ونجمًا لامعًا فى عالم الصحافة.. وعندما مات لم يَقُل فيه  فؤاد سراج الدين  كلمات رثاء، بل كانت كلماته  تعبيرًا عن حقيقة، فجاءت كالمديح عندما قال: (كان مصطفى شردي – رحمه الله ـ عبقريًا في الصحافة، وكان من أعظم الصحفيين في تاريخ مصر كلها. وكان كاتبًا وطنيًا من الطراز الأول، وله حس سياسي رائع، لم أقم بتوجيهه أبدًا لكتابة أي مقال، ومع ذلك كان يقوم بالتعبير عما في نفسي كأحسن ما يكون. وهو بالإضافة إلى ذلك يتميز بشجاعة كبيرة. وكان حازمًا جدًا في عمله، ومع ذلك التفَّ حوله العاملون معه. وكان صديقهم الكبير، بابُه دائمًا مفتوح لهم، لذلك أحبوه، رغم شِدَتِه، لأنَّه إنسانٌ من الطراز الأول..).