رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

يعتبر مسلسل «كلبش» من أهم المسلسلات التي قدمت هذا العام فهو من المسلسلات الأعلى مشاهدة رغم أنه يمتاز بالمباشرة الشديدة، حيث إن هدف المسلسل أو المعني الذي يريد أن يوصله لنا نحن المشاهدين أو رسالته كما يقول النقاد واضحة (وإن كنت لا أحب كلمة رسالة لأنها خاصة بالرسل، لأن رسالتهم سامية وهم لا يخطئون، في حين أن العمل الفني يحتمل وجهات نظر وأحيانا الفكرة ونقيضها) ولكن صناع مسلسل «كلبش» كانت رسالتهم صريحة ومباشرة من الوهلة الأولي أو الحلقة الأولي لا يوجد أي لبس فيها. فالحكاية كلها حكاية الضابط «سليم الانصاري» فهو وإن كان عنيفاً بعض الشيء، إلا أنه شريف وضد الفساد والأشرار و قد تعرض لظلم رهيب وخديعة تضعه في موقف المتهم وفي ظروف لا يحسد عليها، فالجميع ضده: الأشرار وزملاؤه في الداخلية ورؤساؤه الذين لا يقتنعون ببراءته، ويسجن سليم لأن الأدلة كلها ضده، فماذا يفعل في مواجهة كل هذا الظلم، ولأنه عنيف وشرطي شاطر ومهني قدير يستطيع الهروب من محبسه، ويتنقل بعد ذلك في أكثر من مكان في مصر يقابل فيها أخياراً وأشراراً يقاوم الأشرار بقدر ما يستطيع وينقذ في نفس الوقت الأشراف والذين لا حول لهم ولا قوة، وفي هذه الرحلة تتأكد من خلالها انسانية هذا الضابط وحسن تربيته وعطفه علي الغلابة وأسرته الفاضلة رغم عنفه. وفي المقابل تتأكد لنا وضاعة امين الشرطة الشيطان والمحامي العميل عند رجل الاعمال الغني وعضو مجلس الشعب الذي يطاوعهم في الايقاع بالضابط الشاب، ويتعقبه ضابط آخر شريف يحمل في أعماقه سرا يعذبه وهو ابوه الضابط الكبير الذي ظلم من قبل لأنه تصدي للفساد. والحقيقة اني اتسأل لو وزارة الداخلية هي التي كتبت هذا المسلسل: هل كانت ستخرج الأفكار عما قدموه صناع (كلبش)؟ وبالرغم ان المباشرة في العمل الفني تقضي عليه ولا يحظي باهتمام المشاهدين، إلا أن في حالة (كلبش) حدث العكس حيث نجح تجاحاً كبيراً وتابعه المشاهدون بكل شغف من كل الطبقات وكل الأعمار، وهنا تكمن قوة الفن وتأثيره حينما يكون مستوفي شروط الجودة، وأهمها الصدق الفني وليس الواقعي، لأن الفن ليس ناقلاً للواقع، بل له منطقه الخاص حتي لوجافي المنطق او تعارض مع الواقع . ان كلبش مسلسل جيد الصنع كتابة وإخراجا وتمثيلا في المجمل وقد حافظ المخرج علي روح العمل وإيقاعه اللاهث الذي لا يترك فرصة ملل رغم تعدد الأماكن والأحداث، وكان من أهم عناصر الجذب في المسلسل بطل العمل أمير كرارة الذي يتقدم بشكل كبير علاوة علي طلته التي تحمل كثيرا من الألق والحضور القوي. قد يري البعض انه مسلسل يحاول تبييض وجه الداخلية وانه غير منصف للشعب، وقد يري البعض أنه يرد بعض الحق للداخلية المظلومة التي يضعها الجميع في وش المدفع، فهي التي تتحمل كل اخطاء الكبار، فالجميع مدانون رجال الأعمال ومن يعملون معهم أعضاء مجلس الشعب والمحامون وغيرهم! ان «سليم الانصاري» هو المعادل الموضوعي لشرفاء الداخلية أمام المجتمع الظالم. انه مسلسل اهدافه وفكرته واضحة من الوهلة الولي ومع ذلك استطاع ان يتفوق علي كثير من المسلسلات . وأتصور أن يدرس المعلنون نجاح «كلبش» حيث يصرفون الملايين علي الاعلانات والتي ستفقد تأثيرها حتما نتيجة الإغراق الاعلاني وعليهم ان يبحثوا عن وسيلة اخري اكثر فاعلية وتأثيرا علي المتفرج مثل الاعمال الدرامية بدلا من التسول والشحاتة والإلحاح الذي فقد معناه.