رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

أشعر بالدهشة لهذا الكم من الضبطيات، التى صادرتها وزارة الداخلية من الحشيش والبانجو قبل العيد.. فما علاقة الحشيش والبانجو بالعيد؟.. هل أصبح الحشيش نوعاً من التموين، مثل سائر السلع التموينية؟.. لماذا أصبحت متلازمة الحشيش والتحرش فى العيد؟.. هل تحللنا من قيم الاحتفالات النبيلة، التى كانت تصاحب المناسبات الدينية والقومية؟.. ماذا جرى للشخصية المصرية؟!

على مدار أيام أطالع أخباراً من هذا النوع.. ضبط طن حشيش، وضبط كام طن بانجو.. حملات مكثفة قبل العيد لمطاردة تجار المخدرات.. أحد هؤلاء التجار كان قد ركب كاميرات لمراقبة الشارع، بدلاً من الناضورجية بتوع زمان.. تاجر المخدرات أصبح أكثر عصرية، وأصبح يستفيد من وجود التكنولوجيا.. مع هذا غافلته أجهزة الضبط وتم اقتياده للسجن «دون» طلقة رصاص واحدة!

والمفترض طبعاً أننا خرجنا من رمضان ولم نخرج من الإسلام.. بمعنى أن ما كان محرماً فى رمضان من سرقة أو منكرات أو كبائر، فهو محرم ايضاً فى غير رمضان.. فلماذا نرى التحرش فى العيد مثلاً؟.. ولماذا نرى الإقبال على الحشيش والبانجو بعد رمضان؟.. تقرير إخبارى آخر، قال إن محلات الخمور لقيت إقبالاً شديداً بعدما أعلنت دار الافتاء عن تمام شهر رمضان، وبدء أيام العيد!

السؤال: لماذا لم تعد احتفالاتنا «بريئة» كما كانت زمان؟.. لماذا أصبحت هذه الأمور أشبه بالظاهرة؟.. هل تحللنا من القيم الأخلاقية النبيلة؟.. هل تحررنا من قيود الدين الحنيف؟.. هل هذه العادات مرتبطة بسن معينة أم أنها مرتبطة بمستوى ثقافى أو اقتصادى معين؟.. ما معنى هذا الاقبال على الخمور والمخدرات؟.. وللأسف كانت هناك ضبطيات لشبكات دعارة فى نهار رمضان أيضاً!

فمن الذى أتوجه إليه بالسؤال الآن؟.. هل هى الدولة بكل أجهزتها الثقافية والشبابية والتربوية والتعليمية والإعلامية؟.. أم هى الأسرة المصرية أولاً وأخيراً؟.. هل أسأل المؤسسة الدينية بكل توجهاتها؟.. من الأحرى بأن نسأله هذا السؤال؟.. هل ما يحدث دليل على فشل هذه المؤسسات؟.. أم أنه دليل على يقظة الأجهزة الأمنية التى أصبحت تضبط هذه القضايا، وتظهرها للمجتمع؟!

لا شك أن هناك حالة استهداف للشباب.. فهناك حالة إغراق للسوق المصرية بهذه السموم.. ولولا أجهزة الأمن لأصبحت تباع على الأرصفة.. وكثيراً ما أتحدث مع بعض الشباب، فأشعر أنهم من طينة غير التى نعرفها.. أحس أنهم مغيبون.. الشباب ضارب بمعنى الكلمة.. «ألسنتهم ثقيلة» وتفكيرهم عقيم.. لا أدرى من أين يشترون هذه المخدرات، اللهم إلا إذا كانوا يسرقون العباد أيضاً!

باختصار، من المهم أن تتضافر جهود الدولة بكافة مؤسساتها ووزاراتها، لضرب متلازمة المخدرات والتحرش.. مؤكدا أن الشباب الذين يتم ضبطهم فى قضايا تحرش، هم شباب يتعاطون مخدرات بالضرورة.. والآن هل تكفى هذا السطور لمواجهة الكارثة؟.. الإجابة لأ.. لكنها ربما تكون ناقوس خطر.. تحركوا قبل فوات الأوان!