رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اختلف العلماء على معنى كلمة «القدر»، يرى بعض العلماء أن معنى «القدر» الذى أضيفت إليه الليلة هو العظيم أو أن العظمة والقدر لما يحدث فيها من نزول الملائكة، وأيضا لما ينزل فى هذه الليلة من رحمات الله.. ومعنى ليلة القدر: التعظيم أى أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التى اختصت بها، أو أن الذى يحييها يصير ذا قدر. وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها، وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من (القدر) وهو التضييق، وقيل: القدر بمعنى القدَر -بفتح الدال- وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها).

نخلص من ذلك وهذا ما تجلى لنا واضحًا من خلال ما ذكره العلماء أن الله تعالى سماها ليلة القدر؛ وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهى ليلة المغفرة. واختلف العلماء فى سبب تَسميتِها بليلة القدر، فأحد الآراء لأن الله تعالى يقدِّر فيها الأرزاق والآجال وما هو كائن؛ أى: يقدِّر فيها ما يكون فى تلك السنَة، فيكتب فيها ما سيجرى فى ذلك العام؛ ورأى آخر أنها مأخوذة من عِظَم القدر والشرف والشأن كما تقول: فلانٌ له قدرٌ وفلان ذو قدر عظيم، أى: ذو شرف. ورأى ثالث انها سُميَت بذلك لأنَّ العمل فيها له قدرٌ عظيمٌ، وهذا لا يحصل إلا لهذه الليلة فقط، ويقال سُميَت بذلك لأن الله تعالى قدَّر فيها إنزال القرآن، وأن العمر كله محدود، والمناسبات فيها محدودة أيضاً، وحرى بنا أن نستفيد منها بصورة نتمكن بها مقاومة الوساوس الشيطانية التى تؤثر علينا وتبعدنا عنها، كمناسباتٍ وفرصٍ، ما هى فى الحقيقة إلا نفحات رحمانية، من الضرورى جدًا أن نتعرض لها. يذكر أنّ من علامات هذه الليلة بأن تطلع الشمس بلا وهج أو شعاع كما هى كل يوم، وبها تصفد الشياطين، ولا يرمى شهاب فى السماء، وأنها ليلة صافية معتدلة لطيفة نسائم الرحمة تنتشر بها فى كل مكان قمرها منير دون سائر أيام السنة، والملائكة تنتشر مصافحة ومسلمة على الناس فى الطرقات والبيوت وذكر الله يعبق بالأرجاء، حتى إذا ما طلع الفجر طويت صحيفتها وكتب فيها ما كتب وفاز وسبق من قد الخير.

وأقول لك مذكراً: كم من إنسان تمنى أن يعيش ليلة القدر، ولكنه لم يوفق لذلك بدواع متنوعة، كأن يكون مريضاً، أو كان يعانى ظروفًا اجتماعية ونفسية خاصة، فلا يستطيع مجرد الدعاء. فدعنا نستغل كل ما له تأثير فى حياتى وحياتك، وليس أعظم التأثير من ليلة القدر على مصيرى ومصيرك.