رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

 

 

الفرق بين «أبلة فضيلة» و«أبلة فاهيتا» كالفرق بين السماء والأرض.. وهذا الفرق يجسد المقارنة بين أحوالنا قبل عام 2011 وما بعدها، ويكشف عن التردى الذى أصاب المجتمع فى جميع المجالات.. و«أبلة فضيلة» ظلت على مدار أكثر من نصف قرن تقدم من خلال برامجها فى الإذاعة والتليفزيون الفضيلة والثقافة والتربية المحترمة للأطفال منذ عام 1959.. وأطلت علينا «أبلة فاهيتا» فى عام 2011 لتجسد حالة الانفلات الاعلامى والأخلاقى بعد «25 يناير»، وعلى مدار سنوات قليلة قدمت «أبلة فاهيتا» الإسفاف والسخافات والايماءات الشاذة والألفاظ القبيحة، بعيدًا عن الاحترام، وأفسدت- عن عمد- الذوق العام.

وحالة التردى هذه ظهرت فى أوضح صورها فى برامج الاسفاف والتهييج والاستقطاب المفضوح وتجييش الأنصار والمؤيدين والتشهير ونشر السلبية.. ولم تكن الصحافة بعيدة عن هذا التردى، فانحدرت إلى الحضيض، بغياب المهنية، وتسلل من لا مهنة لهم إلى صفوف الصحفيين، وهم لا يعلمون شيئًا عن أصولها وآدابها.

ولو دققنا النظر فى كل مجالات «الابداع» الفنى والثقافى لرأينا هذا الانحدار والتردى واضحًا.. وأصبح الانتاج الأدبى فى مجمله قلة أدب، وسادت لغة وقحة، شاذة وغير محترمة ينقصها الحياء فى الانتاج الأدبى الذى يعكس حالة يمر بها المجتمع.. وخلقت حالة الانتاج الأدبى- شعرًا ونثرًا- نوعًا جديدًا من النقد المتدنى أيضًا، ونقاذًا يستحسنون هذا الانتاج، ويصفونه على غير الحقيقة- بأنه إبداع، واستخدم النقاد الجدد ذات البذاءات التى راجت بين صفحات القصص والروايات ودواوين ما يسمونه شعرًا.. وأصبح الفن- بطبيعة الحال- انعكاسًا لهذا الانتاج غير الأدبى، فصارت القصص والروايات دراما سينمائية وتليفزيونية ومسرحية وإذاعية ركيكة غثة، تافهة، تنشر العنف وتحث على الفوضى والانحراف.. وتابعنا كيف تحولت شخصيات المسلسلات والافلام إلى شخصيات فى الواقع تتباهى بالقوة الزائفة والعنف وأيضًا الفجور.. وإذا سألتك الآن عن آخر عمل مسرحى شاهدته، مؤكد أن عقلك سيذهب بك بعيدًا قبل عشرة أعوام، فما نراه اليوم مما يسمونه بالمسرحيات هو مجرد اسكتشات مع مجموعة من النكات يُلح بها الممثلون على الجمهور لينتزعوا منه ضحكة أو ضحكتين، ويكاد الممثلون أن ينزلوا إلى صالات العرض لزغزعة الجماهير!

للأسف الشديد كل شىء فى بلادى بات وضيعاً لا وزن له، حتى الناس صاروا بلا قيمة، ولا عجب فقد صرنا فى زمن «أبلة فاهيتا»!

 

[email protected]