رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

إلقاء الطفل «حمزة» من الدور الرابع بعد اغتصابه مأساة تقطع القلب، وعدم علاجه منذ عشرة أيام هو المأساة الحقيقية التى تشل العقل ،وتابعت مأساة «حمزة» كغيرى من الملايين الذين تابعوها كخبر صار عاديًا، بعد أن اعتدنا قراءة أخبار اغتصاب الأطفال فى صفحات الحوادث.. «حمزة» ابن الثلاث سنوات كان يملأ البيت حركة، استقر كتلة لحم متهتكًا على الفراش، ينتظر الموت من الاهمال.

بعيدًا عن الجانب الجنائى لمأساة الطفل «حمزة»، فإن الجانب الانسانى لها يكشف عن غياب الضمير، وتحول البشر إلى حيوانات مفترسة.. بالصدفة عرفت هذا الجانب الآخر للمأساة من صديقى أشرف طه.. حكى لى أشرف أن خالة الطفل تعمل ممرضة، وكانت ترعى والده فى أحد المستشفيات قبل شهور، واتصلت به تستنجد وتطلب المساعدة لنقل «حمزة» من مستشفى الزيتون إلى أى مستشفى آخر يتوافر به قسم للرعاية المركزة. وأشار عليهم أحد أقارب الطفل بنقله لمستشفى «أهل الطب» فى هيلوبوليس، وسدد أشرف مبلغ سبعة آلاف جنيه خلاف قيمة أكياس دم وأشعة وكشف أطباء من خارج المستشفى.. ساءت حالة «حمزة» فى هذا المستشفى خلال ليلة واحدة، طلبت الإدارة مبالغ أخرى ولم تقدم أى رعاية للطفل، حمل أشرف طه التقارير الطبية والأشعة وطاف على مستشفيات الدمرداش وقصر العينى ومعهد ناصر وهليوبوليس، وجميعها رفضت نقل الطفل لها بحجة عدم وجود أماكن ،عاد أشرف ومعه الأوراق يطوف فى المستشفيات الخاصة فى مصر الجديدة ومدينة نصر، وأشار عليه أحد الأطباء بمركز أسامة الغنَّام للمخ والأعصاب بمدينة نصر.. هناك طلبوا منه 700 جنيه ليعرض التقارير على المدير فسدد المبلغ، وعرض عليه الحالة، وبعد مناهدة ومساومة وإلحاح وافق المدير على قبول الطفل بعد سداد عشرين ألف جنيه للاقامة والعلاج فى أسبوع.. تم نقل الطفل باسعاف خاص لتلقى الرعاية.. وخلال ليلة واحدة ساءت حالة الطفل أكثر، ورآه أحد الأطباء كان يعرف خالته الممرضة واكتشف أن هذا المركز لا يوجد به رعاية لمثل حالة الطفل فأجرى اتصالات انتهت بتوفير سرير له بمستشفى الزهراء الجامعى، وتم نقله من مركز أسامة الغنًّام بعد خصم تسعة آلاف جنيه، بخلاف سداد ألف جنيه قيمة أدوية عن ليلة واحدة قضاها الطفل فى المستشفى دون أى رعاية ظاهرة.. وفى مستشفى الزهراء اهتموا بالطفل يومين ثم طلبوا نقله إلى مركز للتأهيل فتوجهوا به إلى مركز العجوزة، وهناك رفضوا قبوله لأن علاجه لم يتم أصلاً، فعادوا به إلى مستشفى الزهراء فرفضوا قبوله، فلم يكن أمامهم إلا إلقاؤه على سرير متواضع فى بيت والده.. هذه هى مأساة «حمزة» الحقيقية التى كشفت عن موت الضمائر، وتحول ملائكة الرحمة إلى شياطين العذاب تتخفى فى معاطف بيضاء.. مأساة «حمزة» كشفت عن جشع واستغلال الأطباء لمرضاهم ومص دمائهم «مأساة حمزة عرَّت الدولة المصرية التى أهدرت حق مواطنيها فى العلاج وحتى فى الحياة».

أنقذوا «حمزة».. انقلوه من 10 شارع عزت بعزبة العقاد بالمطرية، إلى أى مستشفى عسكرى، فمستشفيات الدولة قد صارت خرابًا.

[email protected]