رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

جسدك الضئيل الذى يستند إلى عكاز البهجة، وابتسامتك العذبة التى تذكرنا بفرن الخبيز الحامى، ولونك الوردى الذى يشبه خدود حبيباتنا، وإنصاتك لمعاناتنا، لأوجاعنا، لمشاكلنا، لتاريخنا الذى ذبل على شجرة الأيام، يدل على أنك أحد رهبان المعابد الفرعونية ضل طريقه للمعبد ذات يوم، فجلس على قارعة الطريق «فى محراب الفن» أسفل شجرة عتيقة على رأس الوطن، ليكتب لنا عن «عطر الأحباب».

أنت «سارق الكحل» من أعين «امرأة مسكينة» تنتظر أن تحصل على قليل من الماء من السحابة العابرة فوق بيتها الرطب بجوار ساحة «أم العواجز»، أنت مقشة من جريد النخل، خشنة كأيامنا، شديدة كفقرنا، راسخة كتراثنا، قوية كتاريخنا، استطعت بها أن تجمع كل ذلك فى «كناسة الدكان»، ذلك الذى لم يغلق أبوابه رغم كثرة الدكاكين التى - لا نعرف لها أساسًا - والتى فتحت فى حارتنا.

أنت أكثر من شاعر، وأكبر من أديب، أنت جبل الزمرد الذى يعلق عليه القمر خجله، وتدارى فيه أشعة الشمس قسوتها، أنت الأب الروحى الذى روض نهر الأدب الهائج، وحرث الأرض الخشنة، ومهد الطرق، وشق القنوات النثرية، لتثمر لنا كل آبائنا ومفكرينا ومنظرينا فى المائة عام السابقة، أنت «عطر الأحباب» الذى لا ينسى، أنت أيها الصغير، المبتسم، صاحب «المجلة».. «سجل الثقافة الرفيعة» الذى لا يلعب إلا بـ « قنديل أم هاشم»، ولا يشعل إلا ساحات الفن، كى نتعلم أن الشرق والغرب، يلتقيان أسفل شموع المحبة ويجلسان فى ظل أسوار الحب، يتسامران ويتبادلان الكلام والحكايات ويمزجان المعتقدات بالتراث ليصير ما وضعته إنجيلًا أو سفرًا من أسفار الحكمة.

عربة الأيام المعطوبة التى دفعتها أمامك، حملتها بـ «دماء وطين»، بـ «دمعة وابتسامة»، بضحكات «تراب الميرى»، ورسائل موظفى البريد وذهبت بها إلى «الكونسير» حيث معابد الإبداع، لنكتشف معنى الفن، لنتعلم جدواه، لنتذوق السطور الأدبية والأبيات الشعرية، لنفهم معنى الحرية.

تكتب على فلنكات السكك الحديدية القديمة «أنشودة البساطة» لـ «ناس فى الظل»، تكتب سيرة «البوسطجى - عباس» المنفى لغابات الصعيد، الذى قرر فى لحظة يأس، أن يندس أسفل أغطية الناس، يتسرسرب تحت جلودهم الخشنة، «كفأر تحت سطح من صفيح ساخن»، ففض بكارة الخطابات ليعود من هذه الحرب، بكثير من الخيبات والمآسى.

فى العصر، تفتح شرفة مكتبك الوحيدة وتكتب على واجهات المبانى «خليها على الله».