رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

قبل يومين كان الخامس من يونيو، وهو يوم يُذكِّر المصريين بهزيمة عام 1967 ميلادية، وبالمصادفة كان هذا اليوم ـ وفقاً للتقويم الهجرى ـ هو العاشر من رمضان، وهو يوم يُذكِّر المصريين بالانتصار على إسرائيل عام 1393 هجرية.. وتشتتت مشاعر المصريين، وانتابتهم حالة من الاندهاش، هل يفرحون فى ذكرى النصر، أم يبتئسون فى ذكرى الهزيمة؟!.. وقد مر اليوم وفرح من فرح، وحزن من حزن.. وبعيداً عن تشتت هذا اليوم لو سألتك عن يوم 5 يونيو ستذكر على الفور هزيمة 1967، لكنى أرى أنَّ هذا اليوم هو ذكرى لنصر عظيم يغفله الكثيرون.. ففى ذلك اليوم افتتح الرئيس الراحل أنور السادات قناة السويس، وهذا عمل ليس بالهين أو السهل. فبعد عشرة أيام فقط من بدء حرب السادس من أكتوبر 1973، وفى خطابه أمام مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر قال السادات فى رسالة إلى العالم: «إننا على استعداد هذه الساعة، بل هذه الدقيقة أن نبدأ فى تطهير قناة السويس، وفتحها أمام الملاحة البحرية العالمية. ولقد أصدرت قراراً لرئيس هيئة قناة السويس بالبدء فوراً فى هذه العملية».

وفى الخامس من يونيو عام 1975 افتتح السادات قناة السويس، ويحول ذكرى الهزيمة إلى ذكرى نصر، ويمحو من الوجدان عار هذا اليوم.. كانت نيران الحرب مازالت مشتعلة، وكان يفكر السادات فى السلام، فقد كان هدفه.. واختار يوم الخامس من يونيو تحديداً، ليحوله الى ذكرى انتصار.. ورغم ذلك لو سألنا عن يوم 5 يونيو يتبادر الى الأذهان هزيمة 1967، ونغفل افتتاح القناة، هذا لأن معظمنا يفكر بعواطفه.

وإذا كان البعض يلصق بعيد النصر تهمة الهزيمة، فإنَّ أحداً لا يستطيع أنْ ينزع عن السادات شرف النصر.. فالذين ألصقوا تهمة الهزيمة لعبدالناصر هم فى الأصل يكرهونه، ويغفلون أنَّ لكل معركة مُنتصِرًا، والمعارك كلها لم تكن محسومة إلا لمن ساعدته إمكاناته وظروفه. وهؤلاء قد تناسوا أنَّ النبى والذين معه قد انهزموا فى معركة أُحُدْ، ومحبو النبى لا يريدون وصف ما حدث بالهزيمة، تماماً كما أحباب عبدالناصر يصفون الهزيمة من الإسرائيليين بالنكسة.. وأيضاً  فإن مُحبى السادات يغفلون أنَّ للرجل سلبيات فى تاريخ حكمه كغيره من سائر الحُكام.. فلا ينبغى أبداً أنْ نُقيم حكامنا بعواطفنا وأهوائنا، فمن نكرهه نُلصِق به التُهم، ونلوث سيرته ونرجمه كالشيطان، ومن نُحِبه ننزهه عن الخطأ، ونُقدِسه حتى نكاد نعبده.

 

[email protected]