رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قصه المسحراتى.. ليست قاصرة على صحيان من أجل السحور فقط، ولكن صحيان لكل الأشياء.. صحيان الإنسان والضمير.. صحيان المجتمع كله.. صحيان الشعب.. ليس بمفهوم المسحراتى الرمضانى فقط، ولكن نحن نحتاج إلى مسحراتى من طراز جديد.. مسحراتى الصحوة الكبرى.. صحوة الضمير من أجل وطن أفضل.. صحوة العمل والإنتاج.. وليس الصحيان من أجل تناول وجبة، ولكن الصحيان من أجل توفير وجبة.. لأننا نحتاج لتوفير الوجبة وليس لتناول الوجبة.

وإذا استحضرنا صوت الشيخ سيد مكاوى وهو يردد.. اصحى يا نايم وحد الدايم..ثم يستنشق نفس عميق من الأكسجين النقى الرمضانى ويقول بتلحين رائع.. «رمضان كريم».. بصوته القوى الأجش ذي النبرة المميزة.. فنصحو جميعًا من أجل إكمال مناسك الصيام وطقوس رمضان الجميلة التى حينما تهب علينا نسمات هذا الشهر، تجعلنا جميعا فى حالة نقاء نفسى رهيب وعميق تصل إلى أقصى درجات الراحة النفسية.. لذا فإننى أطلب من كل وزير أو مسئول أن يتقمص شخصية سيد مكاوى فى دور المسحراتى.. أى مسحراتى..وكيف أن يكون المسئول مسحراتى...هذه كناية عن أن دوره وضميره وحق الوطن عليه ان يوقظ مرؤوسيه وكل معاونيه حتى يسمو لدرجة العطاء المطلق والتفانى والإخلاص فى العمل، واضعين نصب أعينهم هذا الوطن الذى يحارب اقتصاديا من جشع التجار فى رفع الأسعار تحت شعار ان الدولار ارتفع سعره.. وبالتالى لم يعد المسحراتى يجد من يوقظه من المواطنين الذين استغنوا عن تناول وجبة السحور مهما كانت بسيطة نتيجة لضيق الحالة المادية.

لذلك فإننى أناشد كل مسئول فى هذا الوطن ان يكون مستيقظا على شاكلة المسحراتى..الذى يمر ليلا فى الشوارع والحوارى والأزقة، ويطبل وينادى على كل بيت باسم صاحبه ولا يغادر إلى أن يرد عليه أهل البيت.. منهم من يعطى له وجبة السحور، ومنهم من يعطى له قليلا من النقود لكى يساعده على توفير قوت حياته.. فيا مسئول الخير إذا أردت خيرًا بوزارتك أو مؤسستك فيجب عليك أن تحضر آلة موسيقية، كما فى الموسيقى العسكرية اسمها البروجى أو البوست هورن.. أو بالاسم المعروف وهو النفير.. وتنفخ فيه بعد أخذ نفس عميق يكفى هذا النفس لصحوة النائمين فى سبات عميق.. ولا تتوقف إلا بعد صحيان كل المجتمع بنفس أسلوب النغمة التى تستخدمها الموسيقات العسكرية فى سلام الشهيد منها صحيان ومنها عظة لمن لم يتعظ.. يا ليت كلنا نسلك سلوك المسحراتى.. رحمة الله عليك يا شيخ سيد يا مكاوى.. ونطمع فى استنساخ مسحراتى وطنى مخلص للوطن وللشعب، وخاصة أن كل مسئول أقسم اليمين باسم الله العلى العظيم بأن يكون مخلصًا للوطن وسلامة أراضيه.. حتى تصل مصر إلى بر الأمان ونعمل بالعبارة الشهيرة "من كان رغيفه من فأسه سوف يكون قراره من رأسه".