رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

رمضان: سلطان الشهور، شهر الخيرات والبركات والطقوس الموغلة فى القدم، والمرأة هى الملكة التى تحب أن تستقبل هذا السلطان وتظهر خلال أيامه قدراتها وخصوصيتها وطقوسها، بما يليق بسلطان عزيز عليها وكملكة متوجه فى بيتها ومطبخها.

فشهر رمضان عالم سحرى للمرأة المصرية سواء فى الريف أو المدينة أو الصحراء، فلها طقوس مميزة جداً، فنجد فى الشمال حيث بدو مطروح، والذى يقومون فيه باستطلاع الهلال بأنفسهم، وما تكاد تثبت الرؤية حتى يقوموا بإشعال النيران العالية ليعلم بدو المنطقة والمناطق المجاورة بقدومه، ثم تقوم «كبيرة النجع» أو «زوجة شيخ القبيلة»، بجمع 30 حبة أو حصى لعد وحساب أيام الشهر الكريم.

وكانت النساء قبل رمضان يقمن بإعداد وجبة «القديد»، حيث تذبح كل عائلة شاهاً من قطيعها ويوضع الملح على لحمها وينشر فى الشمس لفترات طويلة، ليكون خزين الشهر من اللحوم وكذلك تخزين «الرُب» الذى يصنع من التمر، وهو يشبه العسل الأسود فى الشكل والطعم، بينما نجد فى محافظة الغربية أن عدداً من النساء يقمن بمهنة المسحراتى تلك المهنة التى يمتهنها الرجال.

وتتعدد القصص عن أصل الفانوس المصرى، ومنها ما يروى أنه خلال العصر الفاطمى، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا فى شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال إلى وجود سيدة فى الطريق لكى يبتعدوا، وهكذا كانت النساء يستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج فى أى وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون فى الشوارع ويغنون.

ويذكر الباحث التراثى الراحل «عبدالحميد حواس» فى كتابه القيم «رسالة فى بركة رمضان الجمعية»، هذه الطقوس الغريبة للمرأة المصرية، حيث يذكر أنه كان يطلق على الاحتفال بموكب الرؤية، «عيد النسوان» وذلك لأن النساء يعتبرن أن الليلة ليلتهن، ولابد لكل منهن المشاركة فى الاحتفال والتوجه للفرجة على الموكب الذى يمتّد من المسجد الجامع إلى جبل المقطم ثم لبيت الوالى فى القلعة للاحتفال بقدوم رمضان، والمدهش أنه كان البعض منهن يشترطن فى وثيقة عقد الزواج حقهن فى الخروج للاحتفاء بليلة الرؤية، حيث لا يستطيع الرجل أن يسأل نساءه أين كن فى تلك الليلة، وذلك لعلمهم باحتفالهن بتلك الليلة.

كما أن النساء بعد أن ينتهين من أعمالهن وإفطار أسرتهن، كان لديهن رخصة أو سماح اجتماعى تخف فيه قبضة الهيمنة الرجالية، تمكنهن من الحركة المستقلة أو تنظيم ملتقياتهن الدورية مع صديقاتهن.

وفى الاحتفال بليلة القدر يقمن نساء مدينة رشيد بالتجمع على أسطح المنازل، ويقضين الوقت حتى الفجر ما بين الحديث الدينى وترديد الأدعية وتقليب وجوههن فى السماء، آملاً أن تنفتح لهن «طاقة القدر» ويستجاب لهن الدعاء. وكل عام ورمضان كريم وكل نسائنا بخير وعطاء وبهجة.