رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

علي مدي سنوات العمر اعتدنا استقبال شهر رمضان المعظم بمزيج من مشاعر الفرح والسعادة الداخلية الغامرة التي تستحضر سنوات الطفولة والصبا، حيث تتجمع العائلة علي أطباق الطعام الشهية، ويسعد الأطفال بلحظات انتظار انطلاق مدفع الإفطار وارتفاع صوت المؤذن معلناً أنه حان وقت الإفطار. وتتكرر الطقوس السنوية مع كل رمضان، ويستمر إحساس الفرح الداخلي مع مقدم الشهر الفضيل حتي بعد الابتعاد عن سنوات الطفولة والصبا بأزمان وأزمان. إلا أن رمضان هذا العام جاء مواكباً لحدث فاجع سلب منا كل إحساس بالفرح. فكيف نفرح وقد سقط عشرات من إخوتنا في الوطن بين شهيد ومصاب في حادث إرهابي استهدف إحداث الفتنة بين أبناء الوطن. ومع إيماني الشديد بأن مثل هذه المؤامرات لن تفلح في تحقيق أهدافها، لأن مشاعر المحبة والمودة التي تربط ما بين المصريين قد نمت وترعرعت علي مدي تاريخ هذا الوطن الموغل في القدم، لكنَّ أحاسيس الحزن فرضت نفسها نتيجة فقد عدد كبير من إخوتنا في الوطن أرواحهم بغير جريرة أو جرم ارتكبوه، ولكنه الإرهاب الأحمق الذي يأتمر بأوامر أعداء خارجيين لا هم لهم إلا تخريب الأوطان، والعبث بمقدرات الشعوب.

وقد تزامن مع هذا الحادث الإجرامي تسليط الأضواء علي الدور الذي تقوم به دولة قطر في تمويل وتوفير الملاذ الآمن لمن يقومون بالعمليات الإرهابية.

 وقد اتهم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، قطر بتمويل جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي. وفي الحقيقة فإن دولة ليبيا المجاورة باتت ملجأ تنطلق منه العديد من الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات في مصر.

 وقد نبه الرئيس عبدالفتاح السيسي مراراً أننا مستهدفون من العديد من قوي الشر التي لا تتوقف عن محاولات العبث والتخريب داخل البلاد. ولكن مع هذا الحادث الأخير جاء رد الرئيس حاسماً وقاطعاً، حيث صدرت الأوامر للقوات المسلحة المصرية، درع الوطن وحاميته، بالقيام بمهاجمة المواقع التي انطلق منها الإرهابيون داخل العمق الليبي، وقامت قواتنا الجوية، بالتعاون مع القوات الليبية، بقصف وتدمير تلك المواقع، الأمر الذي أبرد صدور المصريين بعض الشيء من نيران الغضب التي اشتعلت داخلها، وجاء هذا الردع السريع مصحوباً بتحذير قوى من الرئيس بأن مصر ستلاحق العناصر الإجرامية في كل مكان وتدمر مواقعهم أينما كانت. ولا شك أن رد الفعل المصري السريع والقوي سيكون له تأثير بالغ في مجرى الأحداث مستقبلاً، فقوي الشر هذه تفهم جيداً لغة الحديد والنار.

وفي حادث مأساوى آخر، فقد طفل برىء يدعي يوسف سامح العربي حياته، وهو لايزل بعد في الخامسة عشرة من عمره ولَم يكن ذلك نتيجة إرهاب أو عمل إجرامي استهدفه هو بالذات، ولكنه راح ضحية أعمال رعناء من أشخاص كانوا يطلقون نيران بنادق آلية في الهواء احتفالاً بخطبة صديقهم، فأصيب الطفل المسكين بطلق ناري في رأسه أثناء وجوده مع أصدقائه في أحد الميادين. وظل الطفل المسكين يصارع الموت أربعة عشر يوماً في العناية المركزة بأحد المستشفيات إلي أن توفي في النهاية.

 إن مشاعر الحزن علي فقد طفل بريء حياته بلا أي سبب مقبول تجعلنا ندعو ونطالب بقوة إلي وقف هذه العادة الرذيلة بالاحتفاء بالمناسبات السعيدة بإطلاق النيران في الهواء. فالطفل يوسف لم يكن أول من يسقط ضحية لهذا التصرف غير المتحضر، ولن يكون آخر ضحية له، طالما كان بيننا من لا يحلو له الفرح إلا بسماع صوت الرصاص يتردد في الهواء. إننا إذ ندين بكل قوة الأعمال الإرهابية التي ينجم عنها سقوط ضحايا من الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي ذنب سوى أن حظهم العاثر أوقعهم في طريق الإرهابي، فإننا ندين أيضاً وبكل قوة من يقوم بإطلاق الرصاص بصورة عشوائية في الهواء، لأنه أيضاً سارق للفرح.

 

SentfromهmyiPad