رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

فى يوم الخامس والعشرين من ابريل عام 1981 سينا رجعت كاملة لينا. تحررت سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى لأننا امتلكنا الارادة والقرار. كان قرار الحرب وقرار السلام مصريًا خالصًا ومن ثم تحقق لنا المراد والمبتغى.. لايعرف حلاوة النصر إلا من تجرع مرارة الهزيمة ولايدرك طعم الفرحة سوى من كابد قسوة الانكسار. أسأل نفسى ماذا كنا وكيف اصبحنا؟.. من المستفيد من نصر أكتوبر وتحرير سيناء ومن الخاسر؟.. استعدنا كبرياءنا واسترددنا كرامتنا أمام العالم وفقدناهما على أيدى بنى جلدتنا وأنظمتنا الحاكمة. عبر الجيش المصرى أكبر مانع مائى فى التاريخ ومازلنا عاجزين عن عبور المأزق الديمقراطى والاقتصادى والقضاء على الفساد.. انتصرنا على إسرائيل وانهزمنا أمام الفساد. العبور من اليأس والهزيمة استغرق منا ست سنوات والعبور إلى المستقبل وآفاق التنمية والعدالة الاجتماعية تحول إلى حرب استنزاف واستلزم قيام ثورتين. كانت إسرائيل تحتمى بأمريكا وأوروبا ورغم ذلك انتصرنا.. وانتصر الفساد لأنه يحتمى بالدولة والسلطة. صار الفساد أقوى من خط بارليف ومكانة الفاسدين والمنافقين أعلى من الساتر الترابى. بعد نصر أكتوبر وتحرير سيناء قفز إلى الساحة لصوص جدد مسجلون فى هيئة الاستثمار حيث استولوا على مزايا الانفتاح الاقتصاد ثم استأثروا بالاصلاح الاقتصادى ونهبوا أموال البنوك ومصانع القطاع العام واراضى الدولة. تحررت الأرض وسلمنا ارادتنا للأمريكان حين اقنعونا زورًا وضعفًا وخيانة ان 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا. وتعثرنا فى معركة التنمية لأننا اعتمدنا ولانزال على المعونات والمنح والقروض واعتدنا على الخضوع للشروط. اصبحت ارادتنا رهينة لمن يمنحنا الدينار ويقرضنا الدولار.. سينا رجعت كاملة لينا وفرحنا وهيصنا وغنينا منذ خمسة وثلاثين عامًا، واليوم فرحتنا ممرورة ومنقوصة قدر نقصان جزيرتى تيران وصنافير. فى مثل هذا اليوم نجدد الحمد والشكر لله والامتنان لجيش مصر.. الجيش المصرى بعقيدته وانضباطه وثوابته التاريخيه وولائه لمصر الوطن والدولة ولم يعرف يومًا الولاء لعشيرة أو قبيلة اوايديولوجية. كان المؤسسة الوحيدة القادرة على الحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها وأمنها القومى فى أصعب وأشد لحظات التاريخ العربى اضطرابًا وعمالة. الوقوف خلف الجيش المصرى فريضة وطنية لاتحتمل وجهات النظر.. كل سنة وشعب مصر طيب وجيشها بخير.. وتظل تيران وصنافير مصريتين.