رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

الذين لم يعيشوا لحظة الانتصار بعد هزيمة مُخزية ، والذين لم يعيشوا يوم الاستقلال بعد الاحتلال، لن يشعروا أنَّ يوم 25 ابريل ذكرى عظيمة لعمل جليل. بالأمس مرت 35 عاماً على تحرير سيناء، وتطهيرها من رجس ونجاسة الصهاينة الإسرائيليين، ورغم مرور أكثر من ربع قرن من الزمان على تحرير سيناء، مازال الكثيرون لا يعرفون عن سيناء إلا بعض الجغرافيا وشيئا من التاريخ.. وبسبب ماهى فيه الآن لم تُتَح الفرصة لملايين الشباب أنْ يزوروها، ويشموا رائحة الدماء الزكية التى سالت ومازالت تسيل على أرضها..

ومنذ أن استقبلنا سيناء بالأحضان بعد اغتصاب، وغنينا «بالأحضان بالأحضان يا سينا»، لم نقدم لها غير الحب، من بعيد لبعيد، والحبُ وحده لا يكفى، ولم تلق سيناء اهتمامًا رسميًّا مُناسبًا.. ففى 13 أكتوبر 1994، أعلنت حكومة الدكتور عاطف صدقى عن «المشروع القومى لتنمية سيناء» وهو أكبر مشروع مُتعثر فى تاريخ مصر. وفى سبتمبرمن عام 2000، أعادت حكومة الدكتور عاطف عبيد رسم استراتيجية التنمية الشاملة لسيناء، لتضمَ لها محافظات القناة، وكأننا قد فلحنا ونجحنا فى تنمية سيناء بالفعل!!. وكان من المخطط لتنفيذ مشروع التنمية، إنفاق 110.6 مليار جنيه على مدار 17 عامًا من عام 1994وحتى عام 2017، منها 64 مليار جنيه لمنطقة شمال سيناء، و46.6 مليار جنيه لمنطقة جنوب سيناء، لتنفيذ مشروعات عديدة فى الشمال والجنوب فى مجالات البنية التحتية والخدمية والصناعية والتعدينية والسياحية والزراعية. ولو تم تنفيذ هذا المشروع ــ المُتعثِّر ــ لصارت سيناء أكثر تنميةً من الوادى والدلتا.

وسيناء التى نحتفل بعيد تحريرها لا أحد يتذكرها إلا فى المناسبات، حتى صارت نسياً منسيا.. وآن الأوان أن نُدرك أنَّ تنميتها وتعميرها هو فى صالح مصر عمومًا، ويُوفِر علينا مليارات ننفقها لمواجهة أعدائنا على أرضها، ولو أنَّ سيناء عامرة ما أنفقنا على الحروب فيها كل هذه المليارات، وما سالت على أرضها كل هذه الدماء.. سيناء أهم بكثير جدًا من مشروع لتوطين البدو ـــ رغم أهميته ــ  وكان لابد وأن تكون على رأس أولويات الرئيس السيسي، ونحن فى مرحلة، أضحت سيناء فيها مأوى للإرهابيين.

وقد أدهشنى ما قاله الرئيس فى مؤتمر الشباب بالاسماعيلية أول أمس، أنه كان قد تقرر تخصيص عشرة مليارات جنيه، لانشاء قرى بدوية لتوطين بدو سيناء، بما يُناسِب عاداتهم وتقاليدهم، غير أنَّ المشروع لم يتم تنفيذه؛ بسبب ما أسماه عدم استقرار فيها.. سيناء ثلث مساحة مصر سيادة الرئيس، ولو أنَّ الارهابيين لهم «بعض» النشاط فى شمالها، فإن باقيتها متعطش لأي مشروع يُنميها.. سيناء أهملناها قرونًا بفعل النسيان وسوء التقدير، وربما لضغوط خارجية لا تُريدُ لسيناء العمار والتنمية. وأخشى أنْ تكون هذه القوى هى مَنْ تُعطِّل تنمية سيناء الآن.

[email protected]