رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة، هو علم الإدارة، وليس أى شيء آخر؟.. والفرق بين الغنى والفقير هو الإدارة.. ينطبق هذا المنطق على الدول، كما ينطبق على الأفراد أيضًا.. إدارة الموارد أو إدارة الأصول علم.. وساعتها تستطيع أن تعرف لماذا نحن فقراء وهم أغنياء؟.. هذه مسألة مهمة للغاية.. وتستطيع أن تعرف لماذا عندنا مشكلات فى الغلاء.. الإدارة آخر شيء نعترف به، والحكاية للأسف فهلوة!

وهناك كثيرون يسألون أنفسهم: كيف تكون بلادنا «على ناصية»، وبحرين، وبحيرات، ونهر النيل، وأسعار السمك نااار؟.. الإجابة: لا توجد إدارة، ولو حلفت على المصحف أن هناك إدارة.. أيوة دى اسمها فهلوة.. اسمها فشل.. الإدارة شيء تانى.. ففى بلادنا الموارد الطبيعية والبشرية موجودة، ومع ذلك ليس عندنا شيء.. ربما الإمارات هى التى استفادت من علم الإدارة.. وربما كانت إمارة دبى تحديدًا!

ونحن فى بلادنا العربية نفتقد الإدراة، وبلادنا فقيرة رغم أن مواردنا غنية، وقس هذا على إفريقيا أيضًا.. وتخيل مثلًا أن السودان تمتلك 42 مليون بقرة.. واثيوبيا تمتلك 54 مليون بقرة.. مع ذلك فهما من الدول الجائعة الفقيرة، التى تمُنّ عليها منظمة الغذاء العالمية.. بينما هولندا لديها 11 مليون بقرة وتُرضع العالم.. إذن المشكلة فيمن يدير الاقتصاد.. الإدارة أهم من الموارد..أكرر «الإدارة مش فهلوة»!

فتش من الذى يدير ثروة البقر؟.. وفتش من الذى يدير ثروة السمك؟.. من الحيتان الذين يريدون لنا أن نجوع؟.. من اللصوص بالأحرى؟.. لا يفهمون فى الإدارة أبسط شيء.. بلاش نقول حرامية ومافيا.. هذا هو الفرق بين من يعرف، ومن لا يعرف، وهذا هو الفرق بين الرجل المناسب بضم الميم، والرجل المناسب بكسر الميم.. غيّر كل يوم قرارات، وطلع كل يوم منشورات، سيبقى الوضع كما هو عليه!

فليس كل من هب ودب يصلح لإدارة الثروة.. أضرب لكم مثلًا بالأفراد.. اثنان يصرفان نفس المرتب.. واحد ينفقه على مدار الشهر، لا يستلف ولا يتسول.. وآخر يصرفه فى نصف شهر، ثم يمد يده لله يا محسنين.. هكذا الدول أيضًا عندها ثروات تغطى نصف الكرة الأرضية.. سواء من البقر كما قلنا، أو من النفط والغاز.. بلاد لا يظهر عليها أثر النعمة.. وبلاد أخرى تصدّر ما يفيض منها للبلاد التى «تتسول»!

حزنت جدًّا لأن البعض يرسل البوستات الساخرة الكاشفة لهذه الحالة.. بعضها يتحدث عن موظف ذهب لجزار يطلب فقط أن يشم اللحمة.. بعضها يتحدث أن الناس تنتظر موائد الرحمن فى رمضان، لو استمر الأمر على هذا الحال.. وكأنه لا توجد حكومة فى البلد.. فهل ارتفاع الأسعار شيء جديد؟.. الإجابة لا.. الجديد هو انفلات الأسعار.. الجديد هو أنك تواجه السوق والحياة بصدرك، دون أن تكون هناك حكومة!

وباختصار، نحن لسنا بلادًا فقيرة فى مواردها، ولكن نحن بلاد فقيرة فى عقولها.. نحن بلاد فقيرة فى إدارة مواردها.. الإدارة قبل الموارد.. هذه هى القضية.. القضية ليست فى «وجود البقر».. القضية فى إدارة البقر.. بعلم وليس بفهلوة.. مهم أن تقتنع أولًا أن الإدارة علم، وليس مسألة عافية.. بالعقل وليس بالعضلات!