رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

 

مع مقدم فصل الربيع، بل كلما ذكرت كلمة ربيع، تستدعي الذاكرة علي الفور رائعة البحتري الخالدة في وصف الفصل البديع ومطلعها: اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا......من الحسن حتي كاد ان يتكلما. كما تتردد علي موجات الأثير أغنية الربيع لفريد الأطرش والدنيا ربيع لسعاد حسني والتي تتغني فيها بكلمات صلاح جاهين والتي تدعو الي تقفيل كل المواضيع، لأن الدنيا ربيع والجو بديع. وهي دعوة تتناسب مع ربيع هذا العام الذي اتي وقد بلغت المواضيع مداها. فما بين الغلاء الذي يكوي بناره الجميع، والارهاب الذي تجاوز كل الخطوط الصفراء والحمراء يتطلع المصريون الي الامساك بأي بارقة أمل تشعرهم بان الغد يحمل لهم تحقيق مايصبون اليه من آمال.

وبدافع من روح الأمل في غد أفضل، احتفل المصريون  هذا الأسبوع بعيدهم التاريخي، عيد شم النسيم، الذي يجمع كل أبناء الأمة علي اختلاف عقائدهم ومعتقداتهم، فخرجوا الي الحدائق والمتنزهات، يفترشون كل المسطحات الخضراء، علي قلتها، ويتناولون أطعمتهم التقليدية من الفسيخ والرنجة والملوحة والبصل الأخضر، الي جانب البيض الملون الذي يتبارون في رسمه بأشكال بديعة وألوان زاهية تتلاءم مع اجواء الربيع الاحتفالية. وهم يصرون علي تناول الاطعمة شديدة الخطورة مثل الفسيخ والملوحة رغم  تحذيرات المسئولين من التسمم. علي أية حال، احتفل المصريون بشم النسيم هذا العام، وأكلوا الفسيخ، ولَم تحدث حالات تسمم، بل ان حالة التسمم الكبيرة التي ابلغ عنها،حيث أصيب تسعون شخصا بالتسمم  ولكن نتيجة تناول وجبة دجاج. أي براءة الفسيخ وأخواته من إصابة الناس بالتسمم ،في هذا العام.

وقد اجتذبت المتنزهات التقليدية مثل القناطر الخيرية وحدائق الحيوانات أعدادا كبيرة من المواطنين، مما يؤكد علي أهمية العمل علي زيادة مثل هذه المتنزهات العامة التي توفر متنفسا لابناء الطبقات الرقيقة الحال والتي لاتستطيع ارتياد الأندية الخاصة والتي أصبحت رسوم الاشتراكات فيها فوق طاقة الغالبية العظمي من أبناء الشعب. كما اتجه العديد من المواطنين الي الاحتفال بشم النسيم في المناطق الساحلية وخاصة في الاسكندرية وبورسعيد ورأس البر، حيث امتلأت الشواطئ عن آخرها. وقد تميزت احتفالات أبناء بورسعيد بعزف الأغاني الوطنية علي آلة السمسمية وأداء أحد طقوسهم السنوية الشهيرة بإحراق دمي (أللنبي). ويعود هذا الطقس الي ايّام ثورة ١٩١٩ في مصر عندما ألقي الحاكم البريطاني اللورد أللنبي القبض علي زعيم الثورة سعد زغلول وقرر نفيه وآخرين الي الخارج عن طريق ميناء بورسعيد. وخرج أهالي بورسعيد لوداعه فمنعتهم قوات البوليس بأوامر من أللنبي. فاشتبك الأهالي مع البوليس وقوات الإنجليز وسقط  سبعة شهداء من الأهالي الي جانب عشرات المصابين . وقام الأهالي بصنع دمية كبيرة تشبه اللورد أللنبي وحرقوها تعبيرا عن غضبهم منه. وعندما قررت بريطانيا مغادرةاللورد أللنبي مصر، تم ذلك في عام ١٩٢٥ أيضا من ميناء بورسعيد. وقد ودعه البورسعيديون بحرق دمية ضخمة ترتدي الزِّي العسكري وتحمل رتبته وكتبوا عليها اسم اللورد أللنبي، تأكيدا لما عقدوا العزم عليه. وأصبح حرق أللنبي عادة سنوية يمارسها أبناء بورسعيد في مثل هذا الوقت من كل عام. وقد تطورت هذه العادة من حرق أللنبي الي حرق كل الشخصيات التي يكرهها الأهالي من حكام طغاة الي شخصيات ارتكبت أعمالا  لا ترضي عنها الجماهير.

والي جانب شواطئ البحر المتوسط، اجتذبت شواطئ البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة أعدادا كبيرة من المصريين الذين انضموا الي طلائع السائحين الذين يعودون بأعداد متزايدة الي هذه الشواطئ . ونرجو ان  تزيد هذه الاعداد في الأيام القادمة، وان يكون الربيع الذي اتي يختال ضاحكا، بشير خير وموضع ترحيب. وكل عام وأنتم بخير.