رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عصفت الريح بنا، وتجول السواد حولنا، حاملا لنا الاكفان بدلا من الورد، والدم بدلا من زعف النخيل، والدخان بدلا من بهجة الوجوه.

ولم يعد مفر من أن نتشح بالسواد، داخليًا وخارجيًأ، ويبدو لي أن تلك الأعمال الأرهابية التى تهبط علينا كل فترة مرتبة ومقصودة، وإن توقيتها بهذا الشكل وتلك الكيفية، يجبرنا أن نتساءل في هدوء – وبعيدا عن رد فعل الحكومة والناس – والذي دائما ما يكون مرتبطا بنواحي عاطفية أكثر منه موضوعية.

وهو ان هذا عمل مخابرات في المقام الأول، وان تلك الأجهزة تعمل ليل نهار لتفتيت هذا الوطن وأشعاله بحروب أهلية وتقسيمات وترتيبات تعلمها اجهزة الدولة كما يعلمها المواطن العادي.

فبين ضرب سوريا بالصواريخ الامريكية وبين زيارة الرئيس السيسي لامريكا وبين كل خطوة تتخذ في سبيل تحرك عجلة هذا الوطن، تأتي الضربة، وتكون مؤلمة وموجعة أكثر مما نتصور.

والوجع يأتي للجميع، سواء جميع أجهزة الدولة وخاصة من هم على الخطوط المباشرة في المواجهة، وأقصد رجال الجيش والشرطة والقضاء – مع ان الجميع اصبح في مواجهة مباشرة، فلن تفرق القبلة بين جندي ومدني.

والتأكيد هنا هو أن اجهزة الدولة ما تزال مخترقه، وما تزال توجد ايدي تعبث في الظلام بقوة، وان ما يحدث بهذا الترتيب وبتلك الدقة، ولا اقصد هنا ان يدخل ارهابي يحمل المتفجرات، ولكن الخطوات التى قبل ذلك، اين كان؟، وكيف أتي بالمتفجرات؟، وهل يحيي بحرية وطلاقة بهذا الشكل؟، خاصة أن تلك المواد التى تتطلب لصنع قنبلة لن نجدها في سوبر ماركت مثلا، وهل سهلا الحصول عليها، نعم يوجد برامج على الانترنت في كيفيه صنعها ويوجد تدريب  وتمويل يجده هؤلاء الاشخاص، ولكن يوجد فجوات كثيرة في هيكلنا التنظيمي كمؤسسات، وبالتالي يجب اقتصاص كل ذلك، وخاصة هذا العدو الداخلي والذي يحيي وسطنا ويتحرك ويتناول الطعام ويركب المواصلات دون ان نشعر به - نحن الناس العاديون – ولكن يجب أن يشعر به رجل الامن.

وبالتالي فأن دخول مصر في فترات للطواريء بهذا الشكل الذي اعلنه الرئيس السيسي وهو رد فعل قوي للدولة لاثبات قوتها ووجودها، فأنه يجب أن تضرب الدول بقوة علي ظهر تلك العناصر وقطع ايدي كل هؤلاء، سواء كان موظفا في هيئة أو عاملا في مصنع، وانه يجب ان نكون علي وعي ان كل هؤلاء لا يفكرون مثلي ومثلك أو لا يخرجون في الصباح من اجل لقمة العيش لابناته او لاسرته، بل لا يعنيهم كل ذلك، ولا يعينهم مسلم قبل مسيحي ودولة قبل مؤسسة وبالتالي فأن اصطيادهم ومحاصرتهم يجب ان يكون من الاولويات لمواجهة تلك الكوارث التى تهبط علينا في قسوة شديدة، لن اتخاذ قانون الطواريء كمنهج او طريق سيكون له رد فعل غاضب من الشارع المصري والذي انهك من جميع النواحي، وهو ما يجعل أعياد الربيع تأتي محملة بالدخان الاسود والاشلاء والدماء الغادرة .