رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كشفت القيامة سر الصليب لا فى مفاهيم عقلانية فلسفية، وإنما فى الواقع العملى الحى، فصار نير الصليب بالقيامة عذباً يقبل المؤمن الآلام ببهجة قلب بكونها عطية إلهية، خلالها يشارك المخلص صليبه، لكى يتعرف على قوة قيامته المجيدة «فى 10:3» بالقيامة تتطلع إلى ألحان الجمعة العظيمة وما تحمله من نغم حزين، لكنها تبعث فى النفس البشرية كل التعزيات الحقيقية وتدخل بها وسط أحداث الآلام من القبض عليه ومحاكمته والسخرية به وجلده إلى سر قوته على عود الصليب، فالشعب كله دائماً يمجد ذاك الذى أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة.. فإننا إذ نذكر فى ذلك اليوم، وكل أيام حياتنا إلى الصليب كشجرة الحياة ونراه عرشاً وخلاصاً.. بموت المسيح ودفنه، نراه ينزل إلى الجحيم ليلتقى مع كل الذين ماتوا على الرجاء.. كما كانت فرحة الآباء الأولين.. وإبراهيم صاحب العهد وسارة ويعقوب وبنيه.. وداود النبى وغيره من الأنبياء فقد انكشفت أمامهم نبؤاتهم ورأوا المخلص يحطم بصليبه متاريس الهاوية ويدخل بهم فى الأبواب الدهرية المرتفعة.. جحيم ينهار وأبواب دهرية تنفتح وفردوس يعاد.. أمور غير منظورة.. ففيه يشرق شمسه «شمس البر على الراقدين على الرجاء فيصيرون كواكب منيرة فى الفردوس يحملون بهاءه فيهم.. أن هدف نزوله إلى الجحيم بالفعل هو تحرير آدم وحواء المأسورين معاً بالموت فهو الإله الحقيقى، كما أنه يريد أن يتفقد كل الجالسين فى الظلمة وظلال الموت، لقد صار الكل أحراراً.. كما يقول القديس أثناسيوس الرسولى لأنه قد تحرر العالم بدم المخلص، وبالموت داس الموت، ممهداً طريق الأمجاد السمائية.. هذا ما يفرح قلب الكنيسة المجاهدة فى هذا العالم ويملأها رجاء وقوة ونصرة «لقد قام المسيح من بين الأموات، وصار باكورة الراقدين وفى يوم الخمسين من قيامته أشهرت جميع اللغات مجد قيامته «المسيح قام.. بالحقيقة قام».

وكل عام وأنتم بخير.

 

الإكليريكى

يونان مرقص القمص تاوضروس

خادم كنيسة مارجرجس بمنشية الصدر

كاتب ومفكر قبطى