عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ظل الجدل حول التأمين الصحي لنا أن نتساءل: أي نظام تأمين صحي يجب أن نتبعه؟ خاصة في ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي «ترامب» بأن النظام التأميني لسلفه «أوباما» فاشل.

فإذا كانت أمريكا وهي الدولة الرأسمالية الأولي في العالم تجد أن هذا النظام التأميني الرأسمالي قد ترك المرضى فريسة لشركات التأمين الطبي وشركات تقديم الخدمة الطبية تفعل بها ما تشاء ولا تضع نصب أعينها إلا المكسب المادي فقط وتتحايل في سبيل ذلك بشتى الطرق، حتى وإن أدت هذه الطرق إلي حرمان المرضى من علاجهم أو حتى موتهم، فهل يجوز أن نتخذ من هذا النظام قدوة نقتضي بها أو مثلا نحتذى به فنترك التأمين الصحي لجهات تهدف الي الربح؟! بكل ندالة رفض التأمين الصحي الامريكي علاج الابطال الذين تطوعوا لعمليات الإنقاذ في كارثة 11 سبتمبر في نيويورك بحجة عدم وجود مستندات تفيد بتغطية العلاج.

فماذا فعلوا؟ استقل بعضهم قارباً ومعهم المخرج المشهور مايكل مور وذهبوا إلي كوبا، حيث نالوا العلاج هناك، التأمين الصحي الامريكي الذي نتخذه قدوة ومثلاً يحتذى به أغفل النظر عن خمسين مليون أمريكي يموت منهم كل عام 18 ألفاً بسبب إلقائهم في الشوارع بدون علاج.

التأمين الصحي الامريكي قدوتنا يهتم بالقادرين على الدفع ويغفل الفقراء والدستور الامريكي ولا ينص على حق المواطنين في العلاج المجاني.

هذا النظام القدوة عالج أذناً واحدة لطفلة صماء ولم يعالج الإذن الاخرى طبقاً لجداول التغطية المذلة والمهينة والغريبة، حيث بعضها لا يغطي علاج أمراض السكر والسرطان والقلب وارتفاع الضغط؟! وهو السبب الذي دفع الكثيرين من الامريكيين للطيران إلي فرنسا وإسبانيا وانجلترا.. وحتى كوبا! هذا الكلام ليس من عندنا فيكفي أن تعرف أن أمريكا بجلالة قدرها تأتي في المرتبة 37 بين دول العالم، فيما يتعلق بنظام تأمينها الصحي متساوية في ذلك مع سلوفانيا؟!

انزعج مليونيرات أمريكا من هجوم «هيلارى» عليهم وفضحهم فجمعوا عشرين مليون دولار وعملوا تماثيل لـ«هيلاري» وأرسلوا صبيانهم لحرقها في الشوارع وهاجموها في الإعلام لخداع الناس وحتى تظل هذه الشركات المستغلة تمص دماء الناس.

شركات الأدوية والتأمين الصحي ديناصورات تلجأ الي كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والعنيفة للمحافظة على مكاسبها ودخول أسواق جديدة (أبقار جدد في دول متخلفة أو بها نظم «متجاوبة»). ان الدول المحترمة تقدم لمواطنيها نظماً للتأمين الصحي تحمي مواطنيها وتحفظ لهم حقوقهم في الحصول على تغطية تأمين صحي على أعلى مستوى وبأقل سعر.. إن أشهر مواطن في كندا اسمه تومي دوجلاس تفوق شهرته رئيس الدولة وكل مواطنيها لسبب وحيد انه هو الذي قدم لبلده نظام التأمين الصحي الرائع الذي يتمتع به الكنديون حتى الآن ويقدمون الشكر يومياً لأشهر رجل في تاريخ كندا.. يكفي أن النظام الذي وضعه يعطي الحق لأى مواطن مريض أن يلجأ لأى طبيب وأى مستشفى لتعالجه دون أن يكون لكائن من كان الحق في حجب هذه الخدمة عنه ويقوم النظام بمراقبة تنفيذ ذلك بكل دقة.

وتطبق انجلترا نظام التأمين الصحي منذ الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1948 فقد قرر «تشرشل» ذلك مكافأة للشعب الانجليزى على ما تحمله أثناء الحرب العالمية الثانية رغم تكلفته العالية، ولم يتركه لشركات القطاع الخاص لتنهبه، في فرنسا تدفع هيئة التأمين الصحي مرتب المرأة العاملة الحامل كاملاً لمدة الستة أشهر السابقة للولادة وبعد الولادة تزور السيدة الحامل مندوبة من التأمين الصحي مرتين في الاسبوع لمدة 4 ساعات في المرة تقدم الرعاية للمولود وأمه، أما في أمريكا فإنهم يلقون بالمريض الذي انتهي رصيده في الشارع (يضعونه في سيارة أجرة ويعطون السائق عنواناً قريباً فيتركه هناك وقد تم إثبات الكثير من هذه الحالات غير الإنسانية).

رئيس مجلس إدارة المؤسسة العلاجية الاسبق