رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

المعالجات الإعلامية للأحداث الإرهابية في مصر، أظهرت انحرافًا عن الموضوعية. وأكدت أن الاعلام «المصري» يديره هواة.. فبعد كل حادث يحاول الإعلام أن يشير بأصابع الاتهام للإسلام بأنه سبب العنف.. في بعض البرامج كنت تشم رائحة القصد وتعمد اتهام الاسلام بالتحريض على العنف.. حتي الاعلاميين الذين استضافوا ضيوفًا ليردوا علي دعاوي العنف الإسلامي، كانوا يستجوبونهم كما لو كانوا متهمين، ليؤكدوا أن الإرهابيين دائماً مسلمون.. ونسي هؤلاء أن الاسلام بريء مما يفعلون.. والارهابي أو المجرم عمومًا لا يفتش في عقيدته قبل ارتكاب جريمته،  ولم ينظر في بطاقته ليعرف إن كان مسلمًا أم مسيحيًا أو يهوديًا.. ولو فتش في عقيدته ونظر في خانة ديانته، لم يرتكب أي جريمة أبداً، لأن الأديان عمومًا تحض علي التسامح والمحبة والسلام، وتنبذ العنف والقتل وكل الجرائم، والارهاب لا يعرف  الدين، وله أهداف بعيدة تمامًا عما يعتقد الكثيرون. فلا تدمير المساجد في العراق موجه ضد  المسلمين وحدهم، ولا  تفجير الكنائس في مصر موجه ضد المسيحيين دون غيرهم. ولو ربطنا كل جريمة بدين مرتكبها لتلطخت الأديان.

وما  نراه من إرهاب في منطقتنا مرجعيته سياسية بعيدة كل البعد عن الأديان، ويهدف إلى إشعال  فتنة وتناحر واقتتال، بين أفراد الشعوب، لتكون مبررًا لتدخل قوى أخرى لتفتيت الدول والسيطرة عليها.

وكما أعيب على الإعلام سوء معالجاته للأحداث، أعيب على الذين انجرفوا بعاطفة وبغير عقل لاتهام الاسلام كدين بأنه يحرض علي العنف  والقتل.. ونسي هؤلاء وقائع بسيطة عميقة الدلالة دون أن ينتبهوا، وظلوا في ضلالهم يتخبطون.. نسوا مثلا أن محسن مصطفي ومحمد عبدالرحمن علي كانا ضمن المصابين في حريق دير القديسة دميانة في الدقهلية قبل ثلاثة أشهر، ونسوا أن المساجد نادت في جوف الليل فاندفع «الناس» لاطفاء الحريق، ولم يسأل أحد منهم قبل أن ينتفض من سريره! هل أنا مسلم أم مسيحي؟ ولم يسأل هل يحل لي اخماد حريق في دير للمسيحيين؟.. نسي هؤلاء أن أول من شارك في انقاذ المصابين في كنيستي طنطا والاسكندرية كانوا جيرانهم المسلمين..نسي هؤلاء أن مسجد السيد البدوي امتلأ بالمسلمين يتبرعون بأغلي ما يملكون لانقاذ المسيحيين بدمائهم.. نسي هؤلاء أنه لم يثبت أن مسلماً قد ألصق تهمة  الإرهاب والعنف للدين المسيحي أو المسيحيين، عندما غزت أمريكا العراق ودمرت بنيته ومساجده، في عملية أسماها شوارتسكوف قائد القوات  باسم عملية «المجد للعذراء»، في حرب شاملة وصفها الرئيس الأمريكي بوش «الصغير» بالحرب «الصليبية»..

آن الأوان لأن يعقل الشارون، ويتوقفوا عن الانجراف بغير وعي وراء أهداف خبيثة  لتدمير البلاد، وليعلموا أن الاسلام أوصى بالمسيحيين خيرًا، وأن سيدنا المسيح عليه السلام كانت دعوته للمحبة والسلم.. آن الأوان أن نضع الإرهاب في اطار قانوني بعيداً عن الدين، ليصطف المجتمع كله في مواجهته، فالارهاب لا دين له.

[email protected]