رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قد لا يعرف البعض معنى أسبوع الآلام على وجه التحديد، وقد لا يعرف هؤلاء متى يبدأ، أو متى ينتهى؟، ولكن أراد الإرهابيون أن نعرف القصة بشكل «عملى» فى الماضى والحاضر.. فقد بدأ أسبوع الآلام بانفجار كبير، يذكرنا بالتاريخ، ويملأ قلوبنا بالحسرة على ضحايا مارجرجس الآن، وهم أثناء الصلاة.. ولا تنس أن ضحايا كنيسة «البطرسية» كانوا يصلون، حينما اغتالهم الإرهاب الأسود أيضاً!

والمفاجأة التى عرفناها بعد ساعات من تفجير الكنيسة، أن الإرهاب الغادر كان يستهدف فى الوقت نفسه مسجد سيدى عبدالرحمن بطنطا، لولا أن القوات الأمنية قامت بتفكيك القنبلة، وفى الوقت نفسه استهدف الإرهاب كنيسة المرقسية بالإسكندرية أيضاً.. ومعناه أن الإرهاب يستهدف المساجد والكنائس والمصلين، فى المناسبات والأعياد، وذلك بهدف أن تعيش مصر فى حالة نكد، ولا تفرح فى أعيادها!

لاحظوا أن القصة أصبحت فى المدن.. ولاحظوا أن التوقيت فى الأعياد والمناسبات، ولاحظوا أن الهدف هو المسجد والكنيسة على السواء.. فلا شيء جديد.. السيناريو معاد ومكرر.. حتى الإجراءات الأمنية لا جديد فيها إطلاقاً.. فلا ترتيب ولا تأمين ولا أى شيء.. كل الإجراءات حدثت بعد التفجير.. خد عندك رفع درجات الاستعداد، وتمشيط المنطقة وفحص المشتبه به، مع أن «الوقاية خير من العلاج»!

المأساة أن كل التعليمات كانت بعد الحادث وليس قبله.. مع انه من المفروض أن هناك احتفالات وصلوات، يبقى المنطقى أن خطة الشغل تقتضى التأمين قبل وليس بعد.. ومع أن طابور الصباح مفترض أن يتضمن خطة الانتشار وتنفيذ بروفة على هذه العمليات.. وقد وقع الانفجار فى وقت حركة.. فلا هو فى الفجر، ولا فى منتصف الليل.. توقيت التفجير مقصود، حتى يكون ضحايا الحادث بهذا العدد الضخم!

فى مثل هذه الظروف لا يصح أن نلوم أو نعاتب.. لكننا للأسف لم نتعلم من الدروس والعِبر.. نعم الإرهاب الأسود يضرب أعتى الأنظمة الأمنية.. لكن كنت أتصور أن مصر أصبحت لديها خبرة فى المواجهة.. وكنت أتخيل أن الخطة الأمنية سابقة على العملية وليست لاحقة عليها.. الإرهاب يستغل ثغرة، ويستغل حالة تكاسل.. ويستغل وجود حالة تراخ.. الحالة الوحيدة أن يكون الفاعل انتحارياً.. فهل كان انتحارياً؟!

ربما يكون من المبكر معرفة الحقيقة فى حادث تفجير كنيسة مارجرجس.. فهناك تحرك رسمى على مستوى رفيع، فقد دعا الرئيس إلى اجتماع مجلس الدفاع الوطنى فوراً، كما تحرك رئيس الوزراء شخصياً، على رأس وفد وزارى، وانتقل إلى مكان التفجير.. وتحركت النيابة لإجراء التحقيقات.. كل هذا حدث.. لكن لو حدث اجتماع صغير أمس لتأمين الكنائس، ربما كان له أثر كبير فى منع وقوع الجريمة البشعة!

أسبوع الآلام كان على موعد مع عمل إرهابى كبير.. استهدف أكثر من كنيسة، مارجرجس فى طنطا، والمرقسية فى الإسكندرية.. أيضاً استهدف مسجداً.. عملية كبرى فى التخطيط والتمويل والتنفيذ.. الهدف ألا نفرح فى أعيادنا.. والهدف ألا يفرح المصريون أبداً.. وقد لا نفرح، ولكن ذلك لن يكسرنا بالمرة!