رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بالطبع الحدث الأهم الذي شغل الإعلام في الآونه الأخيرة هو زيارة الرئيس السيسي لأمريكا ،ولكن السؤال ما هو الفرق بين هذه الزيارة والزيارات السابقة، كانت الزيارات السابقة لنيويورك للجمعية العمومية للأمم المتحدة ليست زيارة للدولة الأمريكية على عكس هذه الزيارة الي العاصمة واشنطن بعد دعوة من الرئيس المنتخب ترامب ومن المنتظر أن تكون هذه الزيارة أشمل من قمة ثنائية خاصة بعد سنوات من جفاء العلاقات بين مصر وأمريكا يصل لدرجة القطيعة.

إن الغرض من هذه الزيارة يدور حول عدة محاور رئيسية أهمها مناقشة الجوانب السياسية والاقتصادية والمعونات العسكرية والتسليحية لمصر لمحاربة الإرهاب في سيناء وتعول القيادة الأمريكية على مصر القوة الأكبر لأنها الدولة الأبرز في الحرب ضد الإرهاب والسيطرة التامة علي أراضيها. 

ومن المطالب العسكرية على رأس هذه الزيارة التسليح والدعم المعلوماتي والاستخباراتي وموقف المعونة الأمريكية العسكرية لمصر التي تأثرت لثلاث سنوات في حكم أوباما حيث ألغى واحدة من أهم المميزات وهي «آلية التدفق النقدى» هذه الميزة الممنوحة لكل من مصر وإسرائيل بمقتضي اتفاقية كامب ديفيد، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر هذه الاتفاقية تتيح للبلدين شراء الأسلحة والمعدات العسكرية بالعقود الآجلة وكان هدف أوباما هو الغاء الامتياز عن مصر وتقييدها عسكريا وبالمقابل حرص أوباما علي التفوق العسكري لإسرائيل فأقر لها أكبر صفقة مساعدات عسكرية بقيمة ٣٨ مليار دولار تغطي الفترة من ٢٠١٩ الي ٢٠٢٨ وصفت الخارجية الأمريكية هذه الصفقة بأنها أكبر تعهد منفرد بتقديم مساعدات ثنائية عسكرية مع بلد خارج الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ الأمريكي وبما أن مصر هي الدولة الأبرز لمحاربة الإرهاب فإن هذا التقييد العسكري يجعل لأوباما يدًا في الإرهاب الذي يجتاح الدول العربية في السنوات الأخيرة.

كما أن الاقتصاد والاستثمار سيكونان محل نقاش في هذه الزيارة حيث إنه من المخطط لقاءات للرئيس مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية لمناقشة المشروعات التنموية في الآونة الأخيرة والتسهيلات من الجانب المصري للمستثمرين الأجانب.

كما سيتم بحث التحديات التي تواجه المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية وضرورة إقامة السلام ومبادرة عربية لإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل يونية ٦٧ عاصمتها القدس الشريف ومبادرة من ترامب لحل هذه القضية التاريخية ليصنع لنفسه تاريخًا وأيضا الملف الليبي مصر دائما تتكلم عن مسئولية حلف الناتو وخاصة أن الإرهاب في ليبيا لا يهدد مصر فقط إنما يهدد أوروبا بشكل واضح ومن بعدها العالم كله وأيضا القضية السورية ستكون محل طرح واضح للمناقشات والرؤية المصرية لحل هذه الأزمة بلا تفتيت أو تقسيم وحقن دماء الشعب السورى.

إن هذه الزيارة تؤكد أن مصر دولة صانعة لقراراتها ودولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط حتي وإن كانت دولة ضعيفة اقتصاديا لكنها الدولة الأقوى في المنطقة سياسيا وعسكريا، إن هذه الزيارة بداية حقيقية لفصل جديد من العلاقات المصرية الأمريكية قائمة علي التحالف وليس التبعية، قائمة علي لغة المصالح المشتركة في عالم يموج بالظلال والأمواج والكلمة العليا الآن أصبحت للاقتصاد والأمن قبل السياسة.