رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

اليوم يكون قد مر 14 عاماً على دخول القوات الأمريكية بغداد فى الخامس من أبريل عام 2003.. كناـ وقتهاـ نظن أنَّ عاصمة العراق ستكون مقبرة للأمريكان.. هكذا كانت لدينا قناعة أنَّ ما وصلنا من تصريحات المسئولين العراقيين صحيح، وأن بغداد ستصبح مقبرة للغزاة.. لكن أربعة أيام فقط كانت كافية لتسقط بغداد دون مقاومة.. وسقوطها فى التاسع من أبريل عام 2003 لم يكن السقوط الوحيد فقد سقطت- وهى عاصمة للدولة العباسية- فى يد المغول بزعامة هولاكو عام 1258... وسقطت بعدها فى يد الصفويين الفرس بقيادة الشاه إسماعيل الصفوى عام 1508.. وسقطت للمرة الثالثة فى يد الفرس أيضاً عام 1624.. وسقطت فى يد الجيش العثمانى بقيادة على رضا باشا عام 1831.. ثم سقطت فى الحرب العالمية الأولى فى يد الجيش البريطانى عام 1917.. وكل سقوط لبغداد كشف التاريخ لنا خباياه، غير أنَّ السقوط الأخير مازال لغزاً مُحيراً.. صحيح أننا سمعناـ وقتهاـ عن صفقات بين الأمريكان وبعض قادة الجيش العراقى، لكنها كانت أقاويل لم ترق إلى مستوى الحقائق إلا إذا دعمتها الأدلة مازال اللُغز غامضاً ومُحيراً، ولم يتجرأ أحد ليكشف عن السر.. سر اختفاء قوات الحرس الجمهورى فى لحظات!

سر فرار 150 ألف ضابط وجندى فى الحرس أمام الدبابات الأمريكيةـ كل ما كشفه التاريخ عن «سقوط بغداد لم يكشف عن السر، ولم يحل اللغز، ولم يزل الشكوك، ولم يبدد الغموض، وكأنَّ 14 عاماً غير كافية.

وإذا كان سقوط  بغداد الأخير مازال غامضاً، فإن الغزو الأمريكى البريطانى للعراق هو الآخر مازال غير مبرر، وأهدافه غير  كل ما أعلنه الأمريكان والبريطانيون.. صحيح أنَّ الرئيس الأمريكى جورج بوش الصغير، الذى اتخذ قرار الحرب على العراق، قد اعترف فى مذكراته المنشورة بعنوان «قرارات مصيرية» بأن ما حدث فى العراق كان خطأً فادحاً.. وصحيح أن تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الذى شارك فى اتخاذ قرار الحرب، هو الآخر قد اعترف بخطئه، واعتذر عما لحق العراق من دمار، لكن أياً منهما لم يكشف لنا عن الأسباب «الحقيقية» لهذه الحرب، ولم يسمحا بنشر أى وثائق أو دلائل تجيب عن السؤال اللُغز المحير: كيف سقطت بغداد بهذه السرعة؟! وكيف تحولت مقبرة للبغداديين بدلاً من الأمريكيين؟!

[email protected]