رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اكتشاف «المطرية» الأخير يفضح رغبة الألمان فى محاباة إسرائيل

البعثة تكره رمسيس الثانى بسبب عدائه لليهود.. وأتحداها لو كان التمثال لـ«بسماتيك»

 

ما جرى فى منطقة آثار المطرية لم يكن بحثاً عن رمسيس الثانى، ولم يكن الكشف عن تمثال له من الأهمية الكبرى للبعثة، إذ كان هناك الأهم للبعثة وهو البحث عن بسماتيك أو عما يخص اليهود، ومعروف أن اليهود يحملون كراهية لرمسيس الثانى بينما يحملون الود للملك بسماتيك.

وإذا كان البعض نسب للمسيحيين الأوائل تدمير تمثال رمسيس بدعوى أنهم كانوا يدمرون التماثيل لإبادة الأوثان، فهذا غير صحيح تاريخياً.. دارا والإسكندر والبطالمة والرومان والمسيحيون أبرياء من تحطم الآثار المصرية القديمة.

دارا بنى معبد هيبس فى الواحات على نمط المعابد المصرية تقرباً للمصريين، بعكس والده قمبيز الذى دمر التماثيل ودمر منف واون.. والإسكندر تقرباً للمصريين، وذهب إلى معبد الوحى بسيوة كابن آمون.. والبطالمة بنوا معبد دندرة، وسموه معبد حتحور ولم يسموه معبد أفروديت.. والرومان أكملوا فى معبد دندرة، وسموه معبد حتحور، ولم يسموه معبد فينوس.

المسيحيون لم يكسروا تماثيل، وكفى لحبهم عرفنا منهم الدير البحرى، وغطى على اسم المعبد الجنائزى لحتشبسوت، ودير المدينة الذى غطى على مدينة العمال الذين حفروا مقابر وادى الملوك والملكات ومقبرة سنجم والمعبد البطلمى.. ودير الحجر فى الداخلة الذى غطى على اسم معبد آمون معبد تيتوس.

نعود إلى البعثة الألمانية فى المطرية أو تاريخياً فى مدينة أون التى تعلم فيها سيدنا يوسف وسيدنا موسى وقارون ومرنبتاح ابن رمسيس الثانى، ثم فيثاغورث، ثم أرشميدس السيراكوزى.. وجاءت إليها السيدة العذراء ويوسف النجار والطفل المسيح عيسى عليه السلام، وسكنها فى قصر مؤخراً الباشا يوسف كمال أمير من أمراء الأسرة العلوية.

أرى البعثة فى تلك المنطقة تبحث عن كاهن أون والد زوجة سيدنا يوسف الكاهين القفطاوى فى عصر الانتقال الثانى، وكان من بعده الكاهن مانيتون أبو التاريخ، فى العصر البطلمى مانيتون السمنودى المنسوب إلى سا أم ثوت أى إلى ابن ثوت إلهة السماء، فى إشارة إلى أوزير، وحرفت الكلمة من سا أم ثوت إلى سا أم نود ثم سمنود!

وتكره البعثة العاملة فى المطرية رمسيس الثانى وابنه مرنبتاح لأسباب يعرفها القاصى والدانى، ولمَ تحبهم؟!، ومن منا لا يعرف قصة استدعاء مومياء رمسيس إلى فرنسا لعلاجه، والإقناع بنقل تمثاله إلى ميدان الرماية بحجة التلوث فى الوقت الذى تزامن مع ترميم وتنظيف تمثال إبراهيم باشا فى ميدان الأوبرا، رغم نفس الظروف البيئية من تلوث ومترو الأنفاق وغيره، ثم قطع عمود ابنه مرنبتاح.

ففى غفلة ورغبة فى «الشو الإعلامى» أعلن الوزير عن اكتشاف أجزاء لتمثال رمسيس الثانى كان بادياً لمفتشى الآثار وحراسها!!

ونظراً للتسرع انتشلوا جزءاً منه على عجل وبطريقة بدائية، ثم تركوه فى العراء، وباقيه فى الخفاء، وظاهره فى الماء!..

والتف أطفال الشوارع حول التاج المخدوش، فأنقذه حارس وغطاه ببطانية «اسبايدر مان» وتم تحويل الحارس للمساءلة دون مساءلة الألمان أو المرافق الذى كان!!.. وفى المرة الثانية عند انتشال الجزء الباقى اختفى الجردل المنحوس والفؤوس والخرطوم الموكوس، وظهرت الحضارة والمدنية، والجوانتيات والبلاطى الطبية والشرائط الصفراوية، وأعلنوا عن مفاجأة مدوية ضحكاً على ذقون اعتقدوها غبية، ولم يعلنوا عن مؤتمرهم الصحفى فى المطرية!!.. واصطحبوا التمثال فى زفة بحجة الترميم فى فناء متحف الآثار المصرية، وكان يمكنهم توفير فى المالية، وتركه فى الرماية حيث تمثال رمسيس الذى طردوه من باب الحديد، من باب الكراهية، وقالوا سنتركه فى التحرير للترميم، وفعلوها من قبل مع قص عمود مرنبتاح الذى قصه مرمم لئيم، وألقوا به فى فناء القلعة شأن اليتيم!!

وتتوالى الأسئلة: ما سر كثرة البعثات الألمانية فى مصر رغم أن الدكتور زاهى حواس عندما أراد استعارة رأس نفرتيتى المصرية التى خرجت فى ظروف غامضة بالتدليس لتكون شعاراً لبرلين، رفض متحف برلين إعارته رغم حب الجميع للدكتور حواس، فأعلن عن مقاطعة البعثات الألمانية، ونكاية فى مصر وافق متحف برلين لفنانين من المجر بصب تمثال من البرونز لامرأة عارية، وضعوا عليه رأس نفرتيتى، وشاركوا به فى بينالى فينسيا للفن الحديث، فخرج الوزير فاروق حسنى - آنذاك - بمقولة: نفرتيتى فى يد غير أمينة!! والآن أجد بعثات ألمانية فى مناطق مصرية عدة أذكر منها: فى جزيرة فيلة بأسوان بعثة أثارت فى عهد الوزير الحالى مشكلة عندما أعلنت أنها عثرت على كتل حجرية فى معبد أوزير على نجمتى داود، فقامت الدنيا واتهموا الألمان بنقشهم الحديث للنجمتين لغرض فى نفس يعقوب! فأقعدتها عندما برأت الجميع بقولى إنها كانت بها جالية يهودية جاء بها بسماتيك فى الأسرة 26 لمنع «بعنخى» وأسرته من التسلل مرة أخرى لاحتلال البلاد المصرية التى احتلوها فى الأسرة 25، وأرى فى الأقصر حيث عثر بها وبجوار بقايا معبد أمنحوتب الثالث وتمثاليه صحبة زوجته «تى» حماة نفرتيتى المعروفين بأجا ممنون.

وأرى زوجة المدير السابق للمعهد الألمانى تكتشف تماثيل ظاهرة وكأنها كشفت خبيئة!

كما أجد بعثة ألمانية أخرى فى أتريب المعروفة بالشيخ حمد فى سوهاج فى سابقة لم تعرفها الآثار، يرافقها أربعة مفتشين للآثار!! بعثة تبحث ربما تجد شيئاً يخص بسماتيك فى الفترة التى تولاها بسماتيك ابن نخاو أميراً للمنطقة بقرار من أشور بانيبال ملك العراق!

وأجد بعثة ألمانية أخرى فى تل بسطة تحت رئاسة إيفا لانج أو حواء الجدية لانج التى ترى فى تل بسطة امتداداً طبيعياً لطريق حورس البوابة الشرقية لمصر التى جاء منها كغيره سيدنا يوسف صحبة القافلة ثم إخوته ثم والديه، ويرى غيرها أن جاء إليها فى الدولة الوسطى الملك النمرود ابن أور العراقية عدو سيدنا إبراهيم اللدود.

وترى فى المنطقة نفسها إيفا لانج منطقة دولة وسطى وانتقال ثانٍ أيام الهكسوس، وانتقال ثالث حيث عهد بسماتيك، بينما العظيم الدكتور على رضوان كشف فى المنطقة مقابر دولة قديمة بنى على مقربة منها مباشرة محافظ سابق مساكن شعبية!! ثم استكمل د. على عمر بجامعة الزقازيق حفائره ونسى الألمان حفائر جامعة القاهرة التى أجراها دكتور على رضوان وحفائر جامعة الزقازيق!

وفى ذكاء تام نسمع عن لوحة المجاعة الموجودة فى جزيرة سهيل بأسوان، التى ترجمها الألمانى يواكيم أو يواقيم فريد ريتش، وبالمناسبة اسم يواقيم من أعلام العهد القديم، فأطهر نساء العالمين السيدة العذراء مريم يواقيم، تلك اللوحة التى كشفها الأمريكى تشارلز على صخرة عام 1899 أيام الخديو توفيق بن إسماعيل فيها زوسر يطلب من وزيره إيمحوتب أن يسأل كهنة جزيرة الفنتين مقر الإله خنوم إله الغنم أو الكبش أن ينهى مجاعة السبع سنوات العجاف، وأرى أنها لا ترجع إلى عهد زوسر فى الدولة القديمة وإنما ترجع إلى عصر البطالمة الذين جعلوا من إيمحوتب إلهاً كما يظهر فى لوحة الجراحة، والإله الطبيب إيمحوتب على جدران معبد كوم أمبو، ومدام الهوا الوزير فلابد أن يكون ملكه مثله، وهنا فى لوحة مجاعة سهيل نرى زوسر يقدم القرابين لثلاثة آلهة مصرية، وفى إشارة خبيثة يرى البعض أن اللوحة تشير إلى المجاعة التى حلها سيدنا يوسف فى عصر الانتقال الثانى عندما تولى مالية مصر!!

وأخيراً يمكننى التعقيب على إعلانهم أن التمثال لـ بسماتيك للتغطية على فضيحة الانتشال الأول لرمسيس، وأقول لهم هل تماثيل فترة بسماتيك العصر الصاوى بتلك الضخامة المعروفة فى عهد الرعامسة؟! وبسماتيك يكتب على تماثيله أو على الصخور بسماتيك فى خرطوش «با» ثقيلة - أى تحتها ثلاث نقاط - فى شكل مربع علاوة على قماش مطو فى إشارة لحرف السين، و«بومة» فى إشارة لحرف الميم، و«عقال» فى إشارة لحرف الثاء، و«سلة لها أذن» فى إشارة لحرف الكاف، كما يكتب أحياناً فى خرطوش، واح ايب رع أى كناس الإله رع بقلبه مثل لقب خادم الحرمين الآن، حيث يرسم من الشمال قلب وتعنى ايب، وفى الوسط مكنس وتنى واح أى كناس، وعلى اليمين دائرة بها نقطة فى إشارة للإله رع، وتنطق الكلمة واح ايب رع.

وبثماتيك أو بسماتيك هذا هو محرر مصر من يعنخى والآشوريين ومؤسس الأسرة 26 الذى اعتمد على قوتين أغريقيتين، جعل الأولى فى تب تونس أم البريجات أو تطونب الفيوم، والثانية فى كوم الجيعان أو ثقراطس بالبحيرة، وحطم حصن بابل للآشوريين ودمر مستعمرة اتير ان نوبى التى تعنى حتحور الذهبية وسميناها أثر النبى.

وبسماتيك الذى كتب اسمه صراحة فى قلب الحدث على صخرة مليك أبوالليف أسفل متحف أسوان لماذا يكتب يا وزير «نب عا» وهل تعرف يا سيدى أن «نب عا» تقال لأى شخص.. «نب» بمعنى سيد، و«عا» بمعنى عظيم، أى عظيم، وكلمة «عا» لها كذا معنى حسب المخصص، ممكن بر عا أى بيت عظيم فى إشارة للفرعون، و«عا» لو رسم بجوارها حمار فتعنى عا أو حا بمعنى حمار!

ومعظم تماثيل بسماتيك لا ترقى لعظمة تماثيل لرمسيس، ويغلب على معظمها الحجر البازلتى الأسود، والتماثيل النحيفة الجالسة أو النحيفة الواقفة التى يغلب عليها اللون الأبيض الجيرى المصحوب بالأحمر المغرة.

والجميل أن الناس ربطوا بسماتيك بالأرز البسماتيك، وعرفوا أن اختلاف درجة الحرارة والرطوبة عند الكشف يكسر الصلب ويلوى الجلد ما لم يجد الرعاية.

ترى هل سنفاجأ بكشف جديد فى «صا الحجر» عاصمة الملك بسماتيك نفسه؟!