رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

 

 

تمثل الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة فرصة كبيرة لإصلاح الصورة المتداعية لكلا العالمين العربى والإسلامى فى العالم الغربى، وقد يظن البعض أن هذه الصورة المشوهة عن العرب والإسلام والمسلمين وليدة اليوم أو ناتجة عن أعمال العنف الأخيرة التى قام بها من ينتمون إلى الفكر التكفيرى المتطرف فى العديد من الدول الغربية، فالصحيح أن هؤلاء اسهموا بقدر وافر فى ترسيخ هذه الصورة المشوهة، ولكن البدايات تعود إلى الحقبة الاستعمارية حيث اصطدم المستعمرون فى الدول العربية بالمقاومة الشعبية التى كان يقودها رجال الدين فى الأغلب الأعم، وقد تولد عن ذلك عداوة كبيرة بين الجانبين رسمت من خلالها صورة سلبية للمسلمين، وقد تزايدت هذه الصورة حديثاً بعد حرب فلسطين فى عام ١٩٤٨ واشتعال العداوة بين العرب والصهيونية العالمية، وقد ركزت الدوائر الصهيونية بما تتمتع به من نفوذ فى الإعلام الغربى على تشويه صورة العرب والمسلمين على مدى سنوات عديدة، وبات يشار إلى العربى بالشخص الذى يرتدى الجلباب والعقال ويخبئ الخنجر وراء ظهره كناية عن انه شخص غدار ولا يؤتمن، وعلى اثر انتشار العمليات التكفيرية والإرهابية الاخيرة شاعت الرسوم الكاريكاتيرية التى صورت العرب والمسلمين على انهم وحوش ضارية يخبئون فى لحاهم كل انواع الاسلحة الفتاكة، ولم يسلم من ذلك الأذى نبى الإسلام محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وقد تم ذلك فى الوقت الذى تعرض فيه العرب والمسلمون لكل انواع القتل والدمار والتشريد من العراق إلى افغانستان ومن ليبيا إلى سوريا واليمن، وباتت قوافل اللاجئين العرب الذين تدفقوا على أرجاء المعمورة شاهدا على مأساة العصر التى دمرت ولا تزال تدمر اوطانا عربية.

واليوم يعود رئيس مصر لزيارة الولايات المتحدة بعد قطيعة طويلة نشأت على اثر تبنى الإدارة الأمريكية السابقة أفكارا مغلوطة حول مصر ونظام الحكم القائم فيها بعد ثورة الثلاثين من يونيه عام ٢٠١٣، وقد اوهم الرئيس التركى رجب طيب اردوغان الرئيس الأمريكى السابق أوباما بأن جماعة الإخوان المسلمين تمثل الإسلام المعتدل وانه يجب احتضانها لنشر الاعتدال فى المنطقة العربية وبالتالى فى العالم، وفى الواقع فان اردوغان كان يسعى لإحياء فكرة الخلافة الإسلامية، حيث يراوده حلم أن يصبح خليفة للمسلمين، معتمدا فى ذلك على أعوانه من الإخوان المسلمين الذين كشف لجوؤهم إلى العنف وجههم القبيح وبعدهم الكلى عن الاعتدال والمعتدلين، ومع وجود رئيس جديد فى سدة الحكم فى الولايات المتحدة، ينبغى تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التى تحول دون قيام علاقات سوية بين العرب والولايات المتحدة، فى جانب العلاقات الثنائية يجب التركيز على دور مصر المحورى فى سلام الشرق الأوسط فهى الدولة الرائدة التى حملت على عاتقها اتخاذ الخطوات الأولى نحو تحقيق التسوية السلمية مع إسرائيل متحملة فى سبيل ذلك كل اشكال العنت والمقاطعة من الدول الشقيقة، ولكنها صبرت وثابرت حتى اصبح السلام ركيزة من ركائز العمل العربى المشترك. وفضلا عن ذلك فان مصر تقوم اليوم بالدور الأعظم فى التصدى للإرهاب الدولي. وفى سبيل ذلك يسقط العشرات من خيرة أبنائها الذين يستشهدون نتيجة الاعمال الإرهابية الخسيسة. وتتحمل مصر فى صمت اعباء هذه الحرب التى تتصدى فيها للإرهاب نيابة عن المجتمع الدولى بما يتكلفه ذلك من اعباء مالية يتحملها اقتصادها المثقل بالهموم. ولاشك أن جانبا من الأسباب التى تولد منها الإرهاب فى المنطقة العربية يعود إلى الممارسات الإسرائيلية فى الاراضى الفلسطينية، التى مازالت إلى اليوم تمثل حجر الزاوية فى مشاكل المنطقة. ولن تجد المنطقة حلا لمشاكلها أو خروجا من مآزقها المستعصية دون حل القضية الفلسطينية. اما عن ايجاد جانب إسلامى معتدل، فإننا نقول أن الازهر الشريف، بفكره الوسطى الرزين، واعتداله المشهود على مر القرون، يوفر هذا الطرف الذى ينبغى دعمه ونشر فكره على أوسع نطاق كبديل لأفكار التطرف الهدامة.