رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

عندما كان المرحوم الفنان فؤاد المهندس يؤدى دوره فى إحدى المسرحيات، وسمع صوت قزقزة اللب توقف فوراً، ولم يستأنف المسرحية إلا بعد خروج الشخص المقصود من القاعة. هكذا كانت التقاليد، وهكذا كان الذوق العام.. فى الثمانينيات وفى عهد المرحوم الدكتور رفعت المحجوب كان مجلس الشعب مكاناً راقياً مهيباً هادئاً إلا من صخب المناقشات الجادة داخل القاعة.. أما خارجها فلا تسمع حِساً ويكاد الكلام يكون همساً ويحظر على الموظفين التواجد بل المرور فى بعض الأماكن. أما البهو الفرعونى المخصص لاستراحة الأعضاء فلا يؤذى أذنيك صوت عالٍ أو ضحكة منفلتة، وكان العاملون به يرتدون البِدل السوداء، ويسألونك عما تريد بصوت خافت وأدب جمّ، والملاحظون داخل القاعة يرتدون البِدل والكرافتات.. ثم تولى الدكتور فتحى سرور رئاسة المجلس بعد اغتيال «المحجوب»، وبمرور بضع سنين بدأ البرلمان يفقد هيبته ووقاره؛ بسبب اختلاف نوعيات الأعضاء والعاملين.. وتحولت القاعة إلى «محمصة»، حيث رأينا النواب يتعازمون باللب والسودانى، ويتناولون الفستق واللوز والبندق والبنبون. وكم من مرة شاهدت فيها القاعة بعد خروج الأعضاء، وقد تحولت إلى مقلب زبالة.. وبلغ الاستهتار حداً ومدى مثيراً للاستياء والغضب، حين شعر الدكتور محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق بالجوع، وهو يجلس بمقاعد الوزراء، فأخرج كيساً يحتوى على بضع تفاحات، وأخذ يقضم واحدة منها فى مشهد لا يمكن أن تراه فى برلمان محترم.. ومع البرلمان الحالى تغير الحال من سيئ إلى الأسوأ وكأننا فى سباق للقبح، فقد انقلب البهو الفرعونى إلى سويقة أو قهوة بلدى، ثم تحولت طاولة الاجتماعات فى إحدى اللجان إلى طبلية، حيث افترش عليها النواب الفطير المشلتت والبيض والجبنة وخلافه لزوم العيش والملح، وكان يمكن إقامة هذه الوليمة بمطعم المجلس.. هذه الواقعة تحدث لأول مرة فى تاريخ البرلمان المصرى العريق منذ إنشائه، وسابقة سوف يُوصم بها عهد الدكتور على عبدالعال وتتندر بها الأجيال.

وأطلب من الدكتور عبدالعال، الرجل الطيب والخلوق أن يكون حاسماً تجاه هذه السلوكيات، ويعيد للبرلمان وقاره.. يا خسارة وألف خسارة علي البرلمان بعد ضياع الدور والهيبة والتقاليد والوقار.. وحين يسألونك عن الاحترام إذا اشتط القلم أو زل اللسان فقل احترموا مجلسكم ومكانتكم و... أولاً.

رحم الله الخديو إسماعيل الذى اشترط في نظامنامة المجلس «اللائحة» الحضور بهيئة الاحتشام والأدب.. لا تنسوا أن التاريخ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.