رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

انطلق الحوار المُجتمعي حول مشروع محطة الطاقة النووية بمنطقة الضبعة في الساحل الشمالي الغربي.. الحوار نظمته الحكومة، ودعت إليه ممثلي الأزهر والكنيسة والدعوة السلفية.. ولا أدري سبباً لأن يُشارك ممثلو هذه الجهات فيما تُسميه الحكومة حواراً مجتمعياً.. ومادام ذلك قد حدث فإنَّ سؤالاً مهماً يجب أنْ أطرحه: ماذا لو اعترض شيخٌ مُعمم، أو رجلٌ مُلتحٍ، أو قسيسٌ من القساوسة، ورفض مشروع المحطة النووية التي تقرر إقامتها في الضبعة؟!.. هل سيكون لرفضه واعتراضه أي رد فعل غير التسفيه والاحتقار، أو الاتهام بأنه مُغرِض؟! الاجابة ستبين إلي حد بعيد ما إذا كان هذا الحوار حقيقياً، أم مجرد تمثيلية و«ضحك علي الذقون»!!

الحوار الذي بدأ من أسبوعين تأخر سنوات، لأنه كان من الواجب أنْ يتم علي كل المستويات قبل اتخاذ أي إجراءات لإقامة هذا المشروع رغم التحفظات «الكثيرة» عليه، وكان لا بد وأنْ يتم هذا الحوار بعيداً عن السياسة، وعدم اتخاذه مناسبة لإظهار الولاء للرئيس، رغم أنَّه ليس في حاجة لأن يُظهِر له أي أحد ولاءً، خاصة إنْ كان مسئولاً مثل محافظ مرسي مطروح الذي حول «حوار الضبعة» إلي مناسبة لإظهار ولائه للرئيس والإشادة بقدرته علي قراءة ما سماه المشهد السياسي وقراره بإقامة المحطة النووية.. ولا أدري ما علاقة السياسة بمشروع مثل هذا؟! والأدهي من ذلك، وما يُثير الدَّهشة ما قاله المحافظ اللواء علاء أبوزيد في وصفه الذين تحفظوا علي المشروع لأسباب اقتصادية أو بيئية بأنهم مُغرِضون نشروا شائعات مُغرِضة حول الآثار السلبية للمشروع بقدرة المحافظ صار أصحاب الرأي المتخصص من أمثال العالم الدكتور هاني النقراشي عضو المكتب الاستشاري العلمي لرئاسة الجمهورية، وخبير الطاقة العالمي من المُغرضين.

والدكتور هاني النقراشي بوصفه خبيراً عالمياً في مجال الطاقة له تحفظات علي مشروع الضبعة، ويُفضِّل انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية علي انتاجها من الطاقة النووية، فهل يستقيم أو يصح أنْ نُخوِّنَه ونصفه بالمُغرِض؟!

يا سادة، إنَّ مثل هذا المشروع يحتاج إلي مزيد من الدراسات، ومزيد من التأني والتروي.. يحتاج إلي اهتمام أكثر من رئيس الدولة مادام القرار النهائي له، يحتاج لأن يستمع إلي مستشاريه العلميين ومنهم الدكتور هاني النقراشي، ويستعرض معه دراسته المقارنة وتحفظاته.. هذا المشروع كان من الضروري أنْ يكون علي رأس أولويات واهتمامات المجلس الاستشاري العلمي للرئاسة، والذي لم يُعلَن عنه خبر عن مناقشاته حول هذا المشروع أو غيره، وكأنها أسرار لا تُعلَن علي المصريين إلا في خيمة أقامتها الحكومة في صحراء الساحل الشمالي يحضرها بعض رجال القبائل والأزهر والكنيسة والسلفيين، لتبشرهم بخير قادم، ناسية أنَّ حكومات أخري سابقة بشرت بهذا الخير ولم يأتِ.

[email protected] Com